ما تفعلهُ في المنزل هو أن تبدي الإحترام و الإحسان و الإهتمام و الصدق و التقدير و الود و المحبة و العطف لكل أفراده ...)كأقل تقدير(..
و في دائرة الأصدقاء المقربين و علاقاتك العاطفية...أنت دائماً تصبو لتلك الدرجة من العطاء .. فأنت تبدأ بالإحترام و الإحسان و إلاهتمام و الصدق كأقل تقدير ،،، ومن ثم شيئاً فشيئا تُبدي ما تبقى ...حتى يأتي ذلك اليوم الذي سوف تقول عنهم أنهم كأفراد المنزل في درجات القرب ...
و في دائرة زملاء العمل و الدراسة أنت تبدي الإحترام و الإحسان و الصدق ...كأقل تقدير .. ومن ثم قد تتطور احيانا علاقات تلك الدائرة لتشمل الدرجة الأعلى منها...
و في دائرة الغرباء الذين تقابلهم في الطرقات و الأماكن العامة أنت تبدي الإحترام وربما الإحسان...كأقل تقدير...
ولكن ما يحدث عند إرتطام تلك العلاقات بموجات الخلاف و الإختلاف تصبح تلك الموازنة في مهب الريح ...
و بإستثناء علاقات الإنسان بأفراد أسرته و عائلته ... تظل كل العلاقات الأخرى قابلة للتغيير ...
قد نفترق عن أشخاص كانوا مقربين جداً ،، و قد نختلف مع آخرين و قد تتقلب مشاعرنا تجاه الأصدقاء و ربما من أحببناهم.. بأسباب و أحيانا بدون أسباب... قد نختار ان نبتعد يوما ما.. و قد يختارون هم ذلك..
و عندما يكون الفراق هو المحصلة النهائية... ذلك يعني أنك لم تعد قادرا على بذل الأشياء الإضافية مثل الإهتمام و الود و العطف... ولكن بالتأكيد انت مطالب ببذل الإحترام و الإحسان كأقل تقدير...
بمعنى انك عندما تفارق أو تبتعد عن شخص و بغض النظر عن مسمى تلك العلاقة ...) أسوأ ما يمكن فعله(،، هو أن تتعامل معه مثل الغريب ... و أنت تتعامل مع كل غريب) كما نفترض( بكل إحترام و ربما إحسان كأقل تقدير ...
انت لن تختار أسوأ من ذلك بالتأكيد.. لن تختار أن تبدأ معارك النميمة و البهتان و الغدر مع أصدقائك القدامى .. ولن تكشف أسرار الأشخاص في علاقاتك العاطفية السابقة لكل من تعرفه ومن لا تعرفه ... أنت لن تنحدر في أخلاقياتك يوماً ما وتقرر أن لا تبدأ بالسلام على زميلك الذي اختلفت معه في تلك الأمور البسيطة ...و إن قررت أنت أن تبدأ بالسلام فلن ترفقه بالإهانة...
و كما يقال) تبدأ العلاقات بالمشاعر،، وتنتهي بالأخلاق( .. بمعنى أنه في النهايات و عندما تذهب المشاعر أو تتبدل ... لا يجب أن تذهب معها الأخلاق أو تتبدل هي الأخرى... و كثيرا ما كانت تلك الأخلاق أداة قادرة على إصلاح الكثير من العلاقات بعد طول انقطاع ...
من أجمل القوانين التي تحكم علاقات الإنسان و أعدلِها ... وردت في الآية الكريمة) فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍۗ(... صدق الله العظيم.
محمد السر
-
Mohamed Elsir Eltayebكاتب هاوي ... مهتم بالمجالات الأدبية و الفلسفيةو الفنية و الإجتماعية ...