كان أول يوم لى فى تدريب اللغه الانجليزيه كنت خائف و مرتبك تُرى هل سأتحدث الانجليزيه بجداره كنت سارحاً فى أفكارى ، و دخلت هى تحمل أبتسامه رقيقه وجهتها للجميع مصحوبه بتحيه لطيفه ، و أخصت بسلام تلك القائمه على التدريب خفق قلبى لحظتها بشده ، يوم بعد يوم و شهر بعد شهر أزداد تعلقى بها ولكنها لا ترانى ، كانت لا تهتم لأمرى ، و كنت أنا المتيم بها ، عندما أراها أشعر بحب جارف كانت رقيقه المشاعر متفهمه متحضره و مثقفه و جميله ، كنت أعلم أنه من الصعب عليها أن ترانى فأننى لم أنتمى لبلدها و لا للغتها و لا حتى لثقافتها ، و رغم ذلك كانت لطيفه جدا معى بعد فتره من الوقت أصبحنا نتحدث نفس اللغه تقريباً ، كانت اللغه الانجليزيه هى ملتقانا الوحيد ، كانت عندما ترانى حزين تذهب إلى بكلماتها اللطيفه قاله " always be happy" كم أحب تلك الكلمات منها و كانت تشرح لى عادات بلدها حينها فقط علمت أنها تحب بلدها حباً شديداً و كنت أستغرب لما كل هذا الحب ، أن بلدها تعانى الفقر و الجوع و الجهل ، تعلمت من أجلها اللغه العربيه كانت تحب لغتها أيضاً كثيراً ، و كانت تحب أن تسمع تلك الكلمات العربيه البسطيه التى تعلمتها ، كانت مختلفه حتى عن بنات بلدها ، كانت متحفظه كثيراً مثقفه كثيراً مسئوله و طموحه ، منتميه لبلدها و للغتها كانت خجوله كثيراً و دعونى أعترف لكم أننى لأول مره أعرف الخجل حين عرفتها فأنا أنتمى لبلد تعيش الحريه بكل معانيها ، كنت أحب النظر إليها ، نعم أحبها رغم كل هذه الاختلافات برغم كل هذه التناقضات ، فهى وحدها من أثبتت لى أن الحب لا يعرف بلد و لا لغه و لا ثقافه و لا حتى مسافات ، الحب يوجد فقط بدون أى مقدمات ، حادث قدرى بحت ، مرت الايام حتى تركت التدريب لظروف قهريه لديها، أرسلت لها عبر الواتس أب الرسائل لأطمئن عليها كانت تبادلنى الرسائل اللطيفه و الرقيقه و التى تشعرنى بأنى شخص مهم لديها و لكنها لم تحبنى نعم وكيف تحبنى و أنا غريب عنها ، أشتاق إليها كثيراً نعم شعرت بهذا عندما أنقطعت الاتصالات بيننا فتره طويله و لما أبادلها الحديث ، أرسلت إليها رساله عبر تطبيق الرسايل أخبرها بأننى أفتقدها و بشده نعم أفتقدها لترد هى قائله " you are very important for me as a friend " كم كانت تبدو كلمتها لطيفه و قاسيه فى نفس الوقت ، لم تشعر بى أبداً نعم هذا ما أصبحت على يقين به ، لم يعد لى مكان فى بلدها فأنها هى وطنى و بلدنى التى أحبها حباً مستحيل ،لذلك حان وقت عودتى الى بلادى، نعم سأعود فى محاوله منى لنسيانك ، تاركاً خلفى قلبى الذى تعلق بكى و ببلدك و بلغتك و بثقافتك و بحبك فأننى عندما أحببتك أحببت كل شئ متعلق بكى ، سأعود و أخبر أهلى بأننى عودت إليهم جسداً بلا قلب و يكفى أننى علمت أن الحب لا يتنمى لأى لغه و لا بلد و لا ثقافه ، فأنت عندما تحب يخفق القلب فقط من أجله و العيون تبكى من أجله و الجسد يزبل فى بعده .