من فات قديمه .. ضاع !! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

من فات قديمه .. ضاع !!

نعم , كما قرأت العنوان تماماً , فقل لي الآن : هل ترغب في الضياع ؟ أم أن كلمة الضياع غير موجودة في قاموسك من الأساس ؟ ..

  نشر في 20 ماي 2018 .

رحلات الزمن التي يزعمون بأنها حقيقة ويمكن لها أن تأخذك بسنوات للوراء قد تصل لعصور وعصور كانت في بداية الأمر شئ خيالي يصعب على العقل إبتلاعه أو حتى إستساغته !, حقاً .. فدعنا نتناول هذا الأمر بشئ من التفصيل قليلاً : ألة زمنية غريبة الشكل تُوضع أنت بها بكل ما اوتيت من بُنيان ضخم وعقل ذو فكر ضخم ولكن كيف بضخامته هذه أن يُصدق في تلك الخرافات ؟! , كيف له أن يعقل أن تلك الألة غريبة الأطوار يمكنها أن تنقله هو بلحمه ودمه و " عقله الثائر " و " فضوله القاتل " حيالها إلى عصر مصر الفرعونية وبناة الأهرام أو إلى بدايات الخمسينات والأربعينات أو إلى عصر الإنسان الحجري و العصر البرونزي أو حتى عصر ما قبل التاريخ ! , هل لها أن تفعل ذلك حقاً ؟ , ولكن إن فعلت ذلك وإستطاعت أن تنقلنا إلى عصور أصبحت الآن غير ملموسة كيف لهذه الأله أن تكون ملموسة مادية يمكن للأيادي تحسسها لترى مدى حرفية صُنعها ؟! , أهل يُعقل أن ينقل المادي لغير المادي ؟ , عجباً لها ولفكرة صنعها من الأساس ولفضول الإنسان للتجربة دون أن يضع قليلاً من التعقل والوعي داخل محتوى رأسه العميق الذي ميره الله به عن باقي مخلوقات الحياة .. ولكن الإنسان هكذا خُلق : فضولياً لا يستقر في موضعه دون أن يتعرف عن تفاصيل موضع غيره حتى وإن كان مُطابقاً لموضعه !! .. ولكنه حب الإستطلاع يا سادة ..

ولكن , بعد كل ما سردناه من أدله أو قُل مبررات لجعل هذا الشئ خُرافة غير حقيقية دعني اُخبرك نقيض الكلام تماماً الذي سيجعل عقلك أكثر فضولية مما قد كان عليه من قبل !! .. عزيزي الإنسان , نعم يُمكنك أن تنتقل عبر الزمن إلى حيث ما تريد ! , كيف ؟ , لك إجابة سؤالك المُحير الآن ..

" بدلة " لم تكن من البراندات حينها كما يكون الآن " , طربوش " بدائي الصنع ولكنه يفي بالغرض " , سيدة ترتدي ما يخفي معالم وجهها عدا عيناها الساحرتان مُطرز بما تشتهيه الأعين وعليها ملاءه سوداء طويلة مطرزه هي الأخرى تجعلك تراها كالنجوم في أعماق سماء الليل حالك السواد فتضيع فيها من شدة سحرها , عربة ضخمة تسير بفضل حصان رشيق يضع في رقبته الناعمة الطويلة بعضاً من الأجراس المترنمة ويجلس خلفه صاحبه الذي يأمره ببعض الكلمات الغير مفهومة لنا الواضحة لحصانه كوضوح الشمس في وضح النهار ويسير به في سلاسه بطرقات الحياة مع نغمات أجراسه العذبة , تتهافت صياحات التهنئة بقدوم الصباح على جميع من يمر من قبل الباعة الجائلين وأصحاب المحال على من يعرفوهم ومن يروهم للمرة الأولى فحينها لم يكن الكلام بفلوس كما الآن ! " ..

هل تخيلت ذلك المشهد الآن ؟ , نعم إنه مشهد من مشاهد القاهرة القديمة , وبتخيلك له الآن يمكنني أن أخبرك بكل بساطة : رحلة موفقة عزيزي المسافر , فأنت الآن على متن رحلة رقم 1 المُتجهة إلى الماضي الذي لا يزال حياً فينا ..

بمجرد بعض العناصر التي قد كانت تتضح حينها أشد الوضوح ووضع تلك العناصر جانب بعضها كلعبة البازل الذي كان يُعتبر وقتها كما نعتير ألة الزمن الآن " خرافة " وبترتيب المشهد وتخيله والأهم من ذلك هو الإنغماس فيه وجعل روحنا تعيش بكل تفاصيله من جديد وإن كنا لم نعاصر تلك المرحلة ولكننا إستطعنا لوهلة أن نحياها بكل ما اوتيت الكلمة من معنى , هذه هي ألة الزمن الجديدة المُستقرة داخل كلاً منا , وبعضاً من التفتيش والبحث عنها داخلنا يصبح إيجادها في الإمكان , إن وجدتها فنظفها من غبار الزمن المُتراكم عليها واحتفظ بها في غرفة عقلك وروحك , كلما أردت أن تذهب في رحلة مختلفة عن رحلات المدرسة والجامعة الروتينية من متاحف أو ملاهي أو حدائق اختفت ورودها لعبث الأطفال بها ما عليك سوى أن تستحضر بعض عناصر الزمن الذي تود الذهاب إلى في نُزهه متعتها لا تُضاهيها أي متعة , رحلة خيالية كتلك التي نراها في التلفاز بأفلام الكارتون , يمكنك الآن أن تذهب إليها بكل بساطة وسهولة , فهي خدمة مجانية لك يمكنك أن تستخدمها وقتما وأينما تشاء , الزمن لا يزال تحت أمرك , وما تطلبه الآن منه سيُنفذه لك في لحظتها , فهو قائم لخدمتك أنت عزيزي العميل , فلتحسن أداء تلك الخدمة إذن ..

الماضي , كنز الحاضر ومنارة المستقبل ..

من لم يقتني لؤلؤة الماضي فهو ضائع في بحور الحياة المضطربة , من لم يعي أهمية وقيمة ماضيه لن يقوى على التعايش في حاضره ومن ثم لن يجد في مستقبله شئ يستحق أن يحيا لأجله , تلك هي المعادلة الصعبة حقاً , فكيف لماضي قد إنتهى وفات أن يتحكم في حاضرنا بل ويُزيد مستقبلنا قيمة وروح وحياة ؟ , حقاً هو إنتهى وفات ولكنه .. لم ولن يمكن القول أنه قد مات .. هو لا يزال حياً نابضاً فينا , بعضاً من غبار الحياة وسرعة الزمن الذي لا يكف عن السريان ولا يوجد في قاموسه شئ يسمى التوقف هو السبب في جعل الماضي بالنسبة لنا ميت مُتحلل الآن , ولكنه على النقيض تماماً , إن وجدت فيك ذكريات نابضة تتذكرها بين الحين والآخر فاعلم أن ماضيك لا يزال يتنفس داخلك بأكسجين الحياة , فلا تتسرع في حكمك على بقاؤه من عدمه ..

وكن على درايه : إن لم تحتفظ ببعض الوقت لتذهب فيه إلى ماضيك ولو لدقائق فسوف تضيع لا محالة في دوامة حاضرك وبحور مستقبلك الغامض ..


  • 6

   نشر في 20 ماي 2018 .

التعليقات

Ahmed Tolba منذ 7 سنة
ومن عاش فى الماضى ضاع أيضاً
1
نورا محمد
طبعاً من إكتفى بالعيش في زمن واحد دون أن يوازن حتماً سيضيع , ولكن لابد أن نزور ماضينا بين الحين الآخر حتى لا نجده مجرد سراب بالنسبة لنا , وهو أساس كل ما يحدث في حاضرنا , وحاضرنا هذا هو أساس ما سيحدث في مستقبلنا , فهي دائرة لا تتوقف عن الدوران وكل مرحلة مرتبطة إرتباط وثيق بما قبلها , ومن حصر حياته في العيش خلال مرحلة واحدة وتغافل عن غيرها حتماً سيضيع , التوازن مطلوب في هذه الحياة , تحياتي يا أستاذ أحمد على كلماتك الراقية وإضافتك الجميلة :)
نعم يُمكننا أن ننتقل عبر الزمن إلى حيث ما نريد ! , كيف ؟...
بإطلاق العنان بعقولنا لما نطمح اليه ...
في ماضي فات يمكن تداركه... وحاضر ..نعيشه ... ومستقبل نأمل ان نحققه ...
متألقة ومبدعة دوما نورا...
1
نورا محمد
دة صحيح يا استاذ إبراهيم , الماضي هو شعلة إنطلاق مستقبلنا ومُحرك إستمرار حاضرنا .. دمت مبدع ودام فكرك الراقي شعلة لمستقبل فكرنا ومُحرك رئيسي لإستمرار حياة إبداعنا :)
وفاء مصطفى منذ 7 سنة
ما شاء الله عليكى يا نورا مبدعه
2
نورا محمد
ربنا يبارك فيكي ويزيدك إبداع وتميز , منكم نتعلم يا عزيزتي وليا الشرف بمعرفتك وفخراً بذلك :)

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا