لم تكن مثل ما قبلها ،
لم تكن تجربة و إنطوت في ملف الذكريات ،
لم تكن مجرد عاصفة خريف مضت ليأتى الربيع يمحوها وكأن شيئًا لم يكن منذ البداية !
لم تكن شيء هين لينسي بكل تلك السهولة فإنه لم يكن مجرد نسيان هاتفي الخلوى او شيء من هذا القبيل ..!
لم يكن الشيء الذى جعل في قلوبنا ندبات وأثر وجدانى ونفسي كبير يمكن أن ينسي بين ليلة وضحاها ،
لم يكن الشيء الذى أصبح روتينك في الحياة مجرد أن يتغير او يذهب علينا أن نتعايش مع تلك التغيير بكل سهولة !
من الصعب أن تمر بعدة تجارب مؤثرة في حياتك جعلت حياتك تنقلب رأسا على عقب ثم تعش بصدر رحب مُنتظرًا الآتى بكل تفاؤل !
نحن نقبل على الحياة بالطبع فيما بعد ونحمد الله في كل ما حدث لأن كل مكتوب لنا فهو خيرًا من عند الله ،
ولكن في البداية نشعر بأن هذه المرحلة صعبة وأكثر ما يصعب بها حينما تجد من حولك يقللون من حجم ما تعانيه فتجد نفسك في عزلة ممن حولك لأنك لا تجد من يخفف عنك لا تجد من يشعر بك
والعزلة غير الوحدة فالوحدة شيء جبرى الحدوث لم يكن بإختيارك فأنت تريد أن تختلط بالناس لكنك لا ترى ما يشبهك من الأرواح التى تخفف عنك ما بداخلك
أما العزلة فهى بإختيارك لأنك قد تكن محاط بالكثير من الناس ولكنك منعزل عنهم جميعا بأفكارك وإهتماماتك لم تجد معهم ما تشاركهم به وهذا النوع برأيي أصعب ، لأن جبرية الأمور يمكن أن تتيح لك خلق فرص ما لتحقيق ما ترغب فعله ، أما إذا كان القرار نابع من داخلك أنت فيعد تلك القرار صارم ولم يكن سهل الرجوع به ، خاصة فيما يتعلق بالعزلة لأنها تدل على فقدان اللذة فيما حولنا وهو أصعب شيء يمكن الوصول إليه ! ، لأنك حينما تفقد لذتك هنا فقط قد تجد أن الحياة
" سادة " لم تعد لها بريق فأصبحت كل الألوان متشابهة .
احيانا نمر بتجارب مؤلمة بالحياة ونحن لم نكن بالطبع اشخاص "غير مسؤولين" ولا " معدومى الوعى " ولكن في وقت ما و بعد الخوض في عدة تجارب ، تجد نفسك في بعض المواقف تقف ولم يكن لديك اى رد فعل سوى الصمت ، الصمت المصاحب بالصدمة والتفكير فيما مضي وما سيأتى ، ولكن الأصعب من تلك الموقف هو ألا تجد من يخفف عنك وطأة آلامك وينتشل حتى ولو واحد بالمئة من أوجاعك حتى لو لم يقدم لك حلًّا ، لأننا في تلك اللحظة لم نكن في إحتياج لسماع نصائح عن ما الذى يجب فعله وماذا يجب أن يحدث ..الخ ، لأننا ندرك جيدا ماذا سنفعل او على الأقل ما الذى يجب علينا فعله فيما بعد ، ولكن ليس هذا ما نحتاجه في ذلك الوقت ، نحن فقط نحتاج من ينصت إلينا بأذن صاغية و يُعِرنا إنتباهه حتى في التفاصيل البسيطة التى يمكن ألا تأتى على ذهن أحد ، نحتاج فقط من يحترم وقت حزننا ويشاركنا به .
لذلك ما أردت قوله في هذه السطور هو ألا نلقي اللوم على اى شخص تقابله أزمة ما بحياته او نقلل من حجم مشكلات غيرنا ، فإذا كنت غير قادر و مؤهل على مساندته وتقديم الدعم النفسي له فدعه وشأنه و لا تكن عبء آخر عليه في محنته وتذكر جيدا أننا يمكن أن نتشابه جميعنا في التجارب المؤلمة ولكن الشعور بالألم حتما يكون مختلف !
-
jihad elkadyضع قليلا من العاطفة على عقلك حتى يلين و قليلا من العقل على قلبك كى يستقيم