صورك | ر-حـ/ق-م
لا يرممنا إلا الحق و من الحق حق في الرحم و حق في الرقم
نشر في 22 يناير 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
المحيط فارغ، لا صوت سوى لهررة الشارع، أفكر في فتح النافذة الباردة في مثل هذه الأجواء، الصقيع جو مناسب لمن يريد الاقتراب من الهوة لأنه وجه آخر للجحيم، ديك جارتي يصيح خمساً ..ستاً.... سبعاً...ثمانيةً....تسعاً... يبدو أنه انتهى..عشراً...
إن صح القول بأن الملائكة تنزل في الثلث الأخير من الليل فهل ذلك سبب صياحه؟!
أعرف أنه كي أكتب أحتاج أولاً أن أفكر في ذاتي، لكن الكاتب كثيراً ما يتنصل من حكم إعدامه لنفسه فيعيش حياة غيره و رغم ذلك لا يمكنه أن يعيشها إلا عبر ذاته ، فيقرر الهرب للحديث العلمي الجاف و بملامح قلم حازمة يخبرك أن العاطفة كيمياء.
أفتح باب المنزل لأغادر نحو هذا العالم المفزع لكن سماءه تظل مطمئنة دوماً، أفهم شعور أبي، كل الآباء أبطال إذاً مهما كانوا سيئين.
لا شيء أريد كتابته، أريد مواجهة هذا الجليد و هدمه، الكثير من الإحساس هو دوامة من الشقاء لكنه يظل أفضل من انعدامه، الطفلة التي ترتدي ثوباً مزركشاً لا يهم أمره ما لم يمكنها أن تجعله يستدير حولها و تلفت به النظر، كما أن الطفل الذي يدافع عن أحد يحبه لا يهم دفاعه ما لم يشبع إحساسه بالقوة، مشهدين أشعر أنهما يوجزان المرأة و الرجل..
المرأة تقول : " أنا هنا، انظروا لي،اسمعوني، أنا هامة ، مشاعري هامة كما أفكاري، اتصلوا بي كي أشعر بنفسي "
الرجل يقول : " هذه مساحتي، اعتمدوا علي ، تعلموا مني كيف تنجزون الأمور، حققوا لي ما أريده ، احترموا سلطتي "
كلاهما يريد الشعور بوجوده و لكن اختلفت طرائقهما كي يتقاسم الحياة الجميع ، لكن المرأة اليوم تريد أن تكون الرجل و الرجل يريد أن يكون المرأة !
أنت و نحن موجودون لأن الوجود موجود و حيث أن الوجود وجود في ذاته فهو الموجد ، أنت و كل شيء صور للوجود لكن لا أحد فينا يمكنه أن يكون الوجود نفسه..
عجباً لكم كيف لم تدركوا أن الفناء عين البقاء ، و أن النون و الباء تبادلا أماكنهما يسرة و يمنة و نقطة داخلة و أخرى خارجة و أن الفاء و القاف تبادلا يمنة و يسرة و نهاية القاف فاء و نهاية الفاء همزة ، إن في ذلك لحكمة.
داخلي سر يختمر لكي نغترفه يوماً ما، أما من رأيت في وجهه وجهي فهو الكل، و وجهك أنت لم يغادرني ، أنا من خلالك عرفت كيف أعطي، ماذا أعطي، كيف أعطي، هل للفقير أن يعطي؟
هل للجائع أن يتصدق بطعام؟ من يعرف غير من كان يصيبه حمى الوحي!
كل ما هو مكتوب لا يجب عليه أن ينتهي نهاية لائقة، أحياناً النص المفتوح أكثر مصداقية، بل غالباً، لذا...
صورته فيها رَ - ح/ق- "ي"-م و الرحيم ينزل من الرقيم للتذكرة ففيه راح و راق و راح جمع راحة و راق للرقي و العذوبة ، فمن رام ما بين الراء و الميم أي الحق ، نال ما فيهما..
-
آيــآشخصٌ يحتضن ذاته برفق ~ مهتمة بالفنون ككل و بالكتابة.