نوستالجيا .... "ساعات بشتاق" - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نوستالجيا .... "ساعات بشتاق"

  نشر في 09 يوليوز 2018 .

  دعاني صديقي سامر لنتقابل اليوم في منزله ، ذلك المنزل الذي يقبع في حينا القديم ، هذا الحي الذي كنا نسكن به قبل عشرات السنوات.

الآن أنا في منتصف الثلاثينيات ، لم أرَ سامر منذ عامين ، ولم أزر حينا القديم منذ ثلاثة أعوام ؛ وذلك بسبب ظروف عملي خارج مصر في الفترة الأخيرة.

اتخذت سيارتي متجهًا لمنزل سامر.

لطول الطريق اتخذت الراديو صديقًا ، أدرت الراديو بشغل عشوائي وتركته يختار لي ما أسمعه.

"ساعات بشتاق ليوم عشته وأنا صغير لشكلي قبل ما أتغير لأيام فيها راحة البال عشان كنا ساعتها عيال"

ردد لساني بشكل تلقائي "هو ده وقت الأغنية دي بس!!!"

استعادت ذاكرتي في تلك اللحظة ذكريات الطفولة ، لعب الحارة ، وشجاري مع أطفال الجيران ، ذكريات كسر زجاج صالون حلاقة عم إبراهيم.

استعادت ذاكرتي المدرسة والأصدقاء وأحداث شغبنا ، معركتنا مع المدرسة المجاورة لنثبت من أقوى ومن يفرض هيمنته.

ذكريات أول شهادة تقدير وكانت أيضًا آخر شهادة تقدير حينما فعلتها وتفوقت دراسيًا ، وذكريات أول صفر وتزوير توقيع والدي.

وبعدها رجعت إلى واقعي مع "كلكس" يصاحبه صوت جهور " ما تطلع يا عم النايم أنت الإشارة فاتحة بقالها ساعه ورانا مصالح".

كان يتبقى القليل لأصل لسامر لم تمضِ دقائق حتى وصلت له.

.................................................................................................

- ايه يا عم وحشني جدًا والله

= بجد يا سامر أنت وحشني أكتر ازيك وازاي ولادك 

- كويسين يا عم شوية وهتلاقيهم جايين يقرفوك ، بص زمانك واقع من الجوع تعالى ناكل الأول وفيه حاجات كتير عاوزين نتكلم فيها

= يلا يا عم أنا جعان فعلًا

...............................................................................................

بعد تناولنا الطعام نزلنا على أحد مقاهي الحارة لنلعب دور " الطاولة " المعتاد ونحن نتحدث.

- شفت الحارة بقت عاملة ازاي

= أيوة يا عم اتمدنت خالص ، بس لسه محافظة على روحها الحلوة القديمة 

- روحها ايه بس أنت كمان  أنا نفسي أخرج منها النهاردة قبل بكرة

= يا ابني أنا وأنا جايلك شريط زمان كله اتعاد قدامي من مدرسة ، للعب ، لخناقات ، ليوم العيد ، للي كنا بنعمله في المدرسين 

- فكك من النوستالجيا الي أنت عايشلي فيها دي وعيش حياتك ، ما أنت لو هنا النوستالجيا دي مش هتجيلك 

...................................................................................................

نوستالجيا 

على يقين أن هذه الكلمة قد مرت على أذنيك مرة على الأقل قبل ذلك ، وربما قد قادك الفضول للبحث عن معناها وربما لا.

ومن الممكن ألا تكون قد مرت "نوستالجيا" عليك قبل ذلك.

باختصار نوستالجيا ، هو مصطلح في علم النفس يعني " حالة الحنين لأحداث الماضي".

وتنقسم هذه الحالة لقسمين :

1- الحنين لأحداث قد مررت بها أنت شخصيًا في الماضي (وهذا الأغلب).

2- الحنين لزمن معين لم تعش فيه ولكنك قرأت عنه كثيرًا ومهوس به لدرجة أنك تحن وتتمنى العيش بهذا الزمن بأحداثه وتتعامل مع شخصياته.


* كلمة نوستالجيا أصلها يوناني والترجمة الحرفية لها " ألم الشوق "


* النوستالجيا مفيدة أم ضارة ؟!!

الإجابة القاطعة أن النوستالجيا مفيدة كثيرًا ، حيث أن الإنسان إذا تذكر الماضي بأحداثه ، يجعله يشعر بنشوة وسعادة غير طبيعية.

كم مرة جلست مع صديقك تتذكرا أحداث الطفولة وتتضحكا سويًا بصوت صاخب ؟!

حتى وإن كانت تلك المواقف قد سببت لكم ضررًا في هذا الوقت ، ولكنكم حين تذكرتوها بعد مرور الأعوام ضحكتم عليها .


-ولكن عليك الحذر ، فالشئ الذي يزيد عن الحد سينقلب للضد ، إذا استمريت يا صديقي في العيش في أحداث الماضي ، ستغفل عن الحاضر ، وسينهار المستقبل


* النوستالجيا والتسويق

الجدير بالذكر أن الكثير من الشركات أصبحت تستخدم النوستالجيا للأعلانات لتضمن نجاحها وزيادة المبيعات.

ومن أبرز الإعلانات التي نجحت في ذلك شركة "بيبسي" في استخدامها للراحل أحمد ذكي وفطوطة

وفودافون " راح فين زمن الشقاوة لا يا حسين دايمًا على بالي"

وبيبسي وكوكاكولا في اعادة تقديمهم شكل "الكان" القديم 

و500500 في استخدامهم للراحلين أحمد ذكي و صالح سليم

ومن تلك النقاط تلعب الشركات على " نوستالجيا " الجمهور لضمان التفاعل


* وفي النهاية أكرر عبارتي السابقة 

عليك الحذر ، فالشئ الذي يزيد عن الحد سينقلب للضد ، إذا استمريت يا صديقي في العيش في أحداث الماضي ، ستغفل عن الحاضر ، وسينهار المستقبل.


لا تستخدم النوستالجيا لأنك تريد الهروب من الحاضر ، تريد فقط أن تعيش أحداث الماضي ، يمتلكك الخوف من التجارب الجديدة.

حتى يأتي يوم رحيلك وحينها ستشعر بالندم لعدم عيش حياتك.....

ولكن هيهات الندم وقت لا ينفع الندم.........






  • 3

  • Mohamed Sokkar
    لدي ما يكفي لتغير العالم ... أحب الكتابة وأهوى القراءة وأعشق التغيير..بالتأكيد ستجد هنا ما يسرك ..."ادخل برجلك اليمين"
   نشر في 09 يوليوز 2018 .

التعليقات

Ahmed Tolba منذ 6 سنة
عليك الحذر ، فالشئ الذي يزيد عن الحد سينقلب للضد ، إذا استمريت يا صديقي في العيش في أحداث الماضي ، ستغفل عن الحاضر ، وسينهار المستقبل.



لا تستخدم النوستالجيا لأنك تريد الهروب من الحاضر ، تريد فقط أن تعيش أحداث الماضي ، يمتلكك الخوف من التجارب الجديدة.

حتى يأتي يوم رحيلك وحينها ستشعر بالندم لعدم عيش حياتك.....

ولكن هيهات الندم وقت لا ينفع الندم
صدقت أخى
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا