الثورة المصرية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الثورة المصرية

توضيحات عن الثورة

  نشر في 05 أبريل 2015 .

الثورة المصرية

استمر حكم الرئيس مبارك سنوات طويلة، واستطاع الرئيس مبارك خلال هذه الفترة تأسيس دولة أمنية قوية. جهاز الدولة المصرية استطاع أن يبسط سيطرته على كل متر من أرض جمهورية مصر العربية، وعلاوة على ذلك استطاع الرئيس مبارك أن يبني علاقات طيبة مع العالم الخارجي، حيث أنه نال احترام العالم الخارجي.

ولكن الشيء المهم الذي أغفله الرئيس مبارك يتمثل في إهماله لشريحة واسعة من الشعب المصري ألا وهم الفقراء.

في اعتقادي لا يستطيع أحد التشكيك في وطنية الرئيس مبارك وحنكته السياسية أيضًا، فلم يتسرع قط في اتخاذ القرارات الصعبة رغم إنه ديكتاتور يحب السلطة، والسلطة هي غريزة إنسانية موجودة في جميع البشر. وأريد أن أسرد واقعة حدثت في عهد الرئيس مبارك عندما اشتد الحصار على قطاع غزة من قبل إسرائيل والضغوط الدولية وخاصة الإسرائيلية على مصر، بالبقاء على معبر رفح مغلقا، فأقدمت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس بقصف معبر، ودخل الفلسطينيون الحدود للتسوق، وبعد برهة قصيرة ظهر الرئيس مبارك أمام كاميرات الإعلام وصرح على أن الناس لا تستطيع التحمل وأنها لا تجد ما تأكل، لذلك اقدموا على ذلك. ولم يتسرع باتخاذ إجراءات سلبية ضد قطاع غزة بإنشاء منطقة عازلة على حدود قطاع غزة. وكانت المقاومة الفلسطينية تهرب السلاح إلى داخل القطاع والنظام يغض الطرف لأنه يعرف أن من حق الشعب الفلسطيني تحرير أرضه المغتصبة.

أنا أسرد هذه الواقعة ليس بغرض الدفاع عنه فأنا اتفق مع الجميع على أنه ديكتاتور مثل جميع حكام العرب. ولكن أريد أن أنفي فكرة التخوين.

عندما تم تهميش الشعب المصري واستمر هذا التهميش لعشرات السنين، وزادت المحسوبية والرشاوي، وتطاول الأمن على أبناء الشعب وأفرط في التعذيب.... الخ، انفجر الشعب المصري بأغلبيته لإسقاط النظام الحاكم في الجمهورية. وماحدث أدى إلى سقوط الشهداء والمظاهرات العارمة وهي وقائع لا تزول من الخاطر. وفي نهاية المطاف نجحت الثورة وتنحى الرئيس مبارك عن الحكم. وبعد تنحي مبارك بدأت لعبة سياسية جديدة شابتها الأنانية من الفصائل السياسية ، التي ازدادت بسرعة غريبة، وبدأ كل فصيل أو حزب يعمل كما يحلو له، ونتج عن ذلك منافسات واتهامات متبادلة وتابعها أيضًا عمليات التكفير والتخوين.

استلم الجيش المصري الحكم، وكانت أحزاب سياسية رافضة لهذا النهج أي بتسليم الحكم للجيش لأنها كانت تعتقد أنها خدعة سياسية. الطرف الكبير الذي تناغم مع الجيش وطالب بالتهدئة ووقف المظاهرات، هو الفصيل الإسلامي المتمثل في حركة الإخوان الإسلامية وحزب النور السلفي. لأنهم كانوا واثقون من اكتساح الانتخابات بنسبة عالية، وهذا فعلاً ما حدث حينما اكتسح الإسلاميون البرلمان المصري وذلك بسبب تعاطف شريحة كبيرة من الشعب مع الإسلاميين، وأيضًا الخطاب الديني المؤثر في عواطف الناس وعقولهم. وأيضًا لأنها انتخابات جديدة ولأول مرة في العالم العربي تتم انتخابات يذهب فيها الفرد بفرح وأمل ليدلي بصوته طالبا التغيير. وبما أنها انتخابات جديدة فلم تكن هناك خبرة متوافرة لدى الناخب ليحكم عقله بدون تغليب العاطفة والإدلاء بصوته بعيدا عن المؤثرات الخارجية.

بعد ذلك جاء دور الانتخابات الرئاسية، وبدأ الصراع السياسي بين الطبقات السياسية والانتقادات اللاذعة ومنابر الإعلام أصبحت أجمل مكان للسب والقذف ... إلخ.

نتيجة هذا التفتت والصراع السياسي كاد النظام القديم أن يفوز بالانتخابات لولا وقوف الجميع في صف الرئيس مرسي خوفا من عودة نظام الرئيس مبارك.

عندما فاز الإخوان برئاسة الجمهورية أصابهم الغرور وظنوا أن المعركة حسمت، وتصدع تحالف الإخوان والسلفيين، والأحزاب الليبرالية كشرت عن أنيابها وكان همها الوحيد هو إسقاط الرئيس مرسي. وأيضًا التيارات الإسلامية جميعها بدون استثناء قد عملت طوال الوقت على إضعاف الرئيس مرسي. فقنواتهم الإعلامية ليل ونهار أُختزلت مقدرتها في التكفير وكشف عورات الآخرين، فهاجموا الفن والفنانون وهاجموا كل ما يقف في طريقهم، والأتعس من ذلك أنهم لم يستطيعوا صناعة قواسم مشتركة مع بعضهم البعض، بل صنعوا العداء والكره فيما بينهم. فحينما نرى عضوًا برلمانيًّا يرفع الأذان داخل البرلمان متعمدًا هذا الفعل، إما ليبرهن للناس بأنه أصابته الحمية الدينية، وهذا في نظري تمثيل أمام الناس، ويخرج آخر ليتهم ممثلة بالزنا، فماله ومال هذه الممثلة لأن يطعن في شرفها أمام الملايين.

فهذه القنوات الإعلامية المحسوبة على التيار الإسلامي إما كانت غبية أو متعمدة في ذلك للأضعاف من شخصية الرئيس مرسي كرئيس للجمهورية، ولا ننسى مناشدة الشيخ حسان السلفي للرئيس مرسي أمام الملايين ليعلن الجهاد في سورية، فلما لا يطلبها الشيخ حسان الآن من الرئيس السيسي. ولا يمكن أن ننسى موقف الأحزاب الليبرالية التي وقفت في وجه مرسي ليس للمعارضة فقط بل من أجل الإطاحة به بسبب الكره الذي يكننونه للإخوان.

ولا يمكن أيضًا أن نتوانى في نقد التيارات الإسلامية التي كانت تكفر الديمقراطية، ولكنها في النهاية دخلت اللعبة الديمقراطية وصارت تدافع عنها بحزم إما من أجل مناصب شخصية يصبون إليها، أو من أجل الإستيلاء على مقاليد الدولة بداية ثم أسلمتها ومن بعد إعلان الخلافة كما يرغبون، وهذا ما يعارضه جميع دول العالم.

ولكن في النهاية مع تعاطف جميع التيارات الإسلامية مع وزير الدفاع السيسي للتخلص من حكم الإخوان ظنًا منهم بأنهم سوف يحققون مكاسب سياسية بعد زوال الإخوان.

ولكن حدث ما حدث ورشح السيد حمدين صباحي نفسه حيث دفعه غروره بأنه سيهزم المرشح الآخر السيد السيسي رغم الدعوات العديدة لحثه على عدم المشاركة بهذه اللعبة المزيفة.

وبهذا انتهت الثورة المصرية العريقة وحكم السياسيون على أنفسهم بالإعدام السياسي وأضاعوا فرصة تاريخية لصناعة نظام ديمقراطي يضاهي الدول المتقدمة. ويحكم الآن مصر رجل من المؤسسة العسكرية وحاول وما زال يحاول تثبيت نفسه داخليًا وخارجيًا، وهو الآن ينفذ ما كانت تطالب به إسرائيل منذ عشرات السنين بإقامة منطقة عازلة على حدود غزة وحرب دائرة في سناء ولا نعرف إذا كانت بالصدفة أو مفتعلة أو مدعومة من الإخوان كما يزعمون، ولا نعلم متى يحين نهاية هذه الحرب، ولكن كل ذلك من أجل بناء العلاقات الدولية من جديد. والمثير للغرابة تدخل حكومات عربية في الشأن المصري، رغم أن هذه الحكومات من اشرس وأتعس الديكتاتوريات في العالم، ولا يشرف أي نظام ديمقراطي إقامة علاقات معها، وعلاقة الغرب معها مصلحة مالية وعسكرية بحتة، فالقواعد الأمريكية في كل دول الخليج، وأميركيا هي المستشار السياسي لهم و بالأحرى أمريكا هي المهيمنة على القرار السياسي لديهم.

وأخيراً أكرر أن التسلط وحب التسلط موجود في دم كل إنسان سواء كان مسلم أو مسيحي أو درزي او..... إلخ، ففي مجتمعاتنا الأب متسلط على عائلته ورب العمل متسلط على موظفيه والضابط متسلط على من أقل منه رتبة، وهكذا يكون التسلط تصاعديا إلى أن يصل قمة الهرم. فلا يوجد احترام متبادل بين جميع الأقطاب والأفراد ولا يوجد مراعاة للقواعد القانونية والقواعد الأخلاقية كما هو حاصل في الدول الديمقراطية.

وأتمنى بأن لا يخلف الرئيس السي سي ما وعد به من إقامة انتخابات نزيهة بعد انتهاء ولايته الرئاسية، الله يجيب إلى فيه خير.



   نشر في 05 أبريل 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا