أما قبل؛ فهذا ما يوجع القلب والروح، وتئن من فرط آلامه جبال اليمن الشامخة: أن يهبط شبابنا في ظروف مثل هذه الى هذا المستوى المنحط من التفكير.؟!
..
الى المدافعين عن القيم الاجتماعية
الى دعاة التغيير والتمرد..
تباً لكم جميعاً.. أما بعد
فقد جاء الآن دوري لأعقب..
..
أكَّااا..
لا بالذين استنكروا المسألة واعتبروها خروجاً على التقاليد وكأن التقاليد غشاء بكارة أوهامهم السلطوية، ولا بالذين فسروا المسألة على أنها ثورة وتمرد وتغيير.
لا توجد تقاليد مقدسة حتى يعتبر التمرد عليها ثورة، ولا أرى في هذه الصورة ومثيلاتها أي ثورة أو حتى تغيير لغطاء العلبة من باب كسر الملل..!!
ليأتي أياً من الفطاحلة من المعارضين ليخبرني كيف يمكن أن تعبر صورة مثل هذه عن خروج أصحابها عن قيم المجتمع وأخلاقياته؟! وليأتي أياً من المهللين للظاهرة ليخبرنا أين هو التمرد والتغيير؟ والي أي مدى يمكن أن تساهم خطبة شاب وشابة بهذه الطريقة في احداث تغير ايجابي في حياة الناس وثقافتهم..؟!
..
تمعنوا في الصور جيداً، إنها مسألة شخصية تتعلق بوجهة نظر أصحابها في الكيفية التي رأوها مناسبة للتعبير عن أنفسهم وتسويق حدثهم الشخصي عن طريق اصطناع ما يتوهمه الجميع بأنه ظهور علني أو ما شابه.
والأمر أيضاً لا علاقة له بأي رؤية قيمية أو اجتماعية، إنه مجرد إعلان تسويقي، كل شيء فيه مفتعل وخالي من أي عمق أو مغزى..؟!- بل على العكس تماماً، هذه الظاهرة كشفت عن مدى جمود وغباء وسلطوية مفهوم المحافظة عند من عارضوها.. وعن تفاهة وانحطاط مفهوم التغيير عند من طبلوا وهللوا لها..!!
..
يبدو أن هناك خللاً كبيراً في الوعي الجمعي، وأن كل المعمعات التي مررنا بها ويفترض أنها محصتنا كمجتمع وكشعب طوال السنوات الماضية، لم تسفر عن خلق أي وعي جديد قادر على انتاج رؤى أو دوافع حقيقية لمواجهة الواقع، وصنع التغيير المطلوب.
أن يتوقف الناس عند صورة خطط لها منذ البداية أن تكون مادة إعلانية متاحة للاستهلاك البصري، ولا معنى لها إلا بقدر ما كانت عليه أهداف اصحابها وغاياتهم منها.. يفترض أن يجعلنا نتساءل لما تثار دائماً كل هذه الضجات على أمور أقل ما توصف به أنها غير ذات قيمة أو ربما تافهة، بالنظر الى همومنا وقضايانا الحقيقية التي يهرب الجميع من مواجهتها..!!
**
ختاماً..
اتمنى أن يتحلى الفريقين من المعارضين والمطبلين بالشجاعة لإنهاء الأمر بطريقة إيجابية تفيدنا جميعاً.. ولو أني اتوقع منهم سلوك النعامة لا أكثر..!!-
فكري آل هيرمواطن لا أكثر ..