غَزل الحُرُوف...
هيام فؤاد ضمرة...
هي حُرُوفي..
حينَ أُغازلها وتغازِلني..
تميسُ دلالاً حائِراً..
ويتراءى فيها الإغواء صيداً..
يتجاذبُني..
ترقصُ للجذل حيناً..
فيُوغِلُ انسيابَها هوناً في شراييني..
تمايلها يُشعلُ لهيباً يُذيبُ ثلوجي..
فتغوصُ في رُوحي لتربكني..
وتبكي للحزنِ حيناً حُرُوفي..
فيغرقُ باللظى وَجَعي..
يَحرقُ صبري على جفافٍ..
يُؤلمني ويُنهكني..
فيا حُرُوفي...
يا لعبة الحظِ بأطواري..
يا نظري وهمسي وانتظاري..
انطقي.. قولي.. سجلي ما شئت..
بالذي يشاكسُ فيكِ بطولاتي..
ويقضي على عتباتِكِ احتضاري..
أفيديني.. علميني..
امنحيني صُوَرُك المُثلى..
وتلاعبي بالمَعنى كيفما شِئتِ..
وكيفما شاءَ اختياري..
وحدِدِي مَنطوق عباراتي..
لا تكشفي أبداً على الملأ غضباتي..
لا تلعني للزمن الغابر انهياراتي..
فالحياة ترسم بيراعها خرائطي..
ومسالك دروبي باختصارِ..
وتحدِدُ مواقعَ أنهاري وبحاري..
فيا جبالا أقامَها الحظُ للوَمى..
تُسامِقُ الليلَ على نهوضِ النهار..
لتدورُ السُّحُبُ بكؤوسِ لحظِها الوافر..
فوقَ أرضِ إمطاري..
فتوَقفْ ها هنا يا غضَبي..
واقلبْ للاتجاهِ الآخر دروبُ إعصاري..
وتذكر أنْ كنا يوماً ها هنا..
صغاراً لسنا نَعي..
للحُرُوفِ أغوارٌ أو أعماقٌ..
أو حتى جدالٌ أو أسرَار..
نكتبُ أبجديتنا بالأنامل الصغيرة..
ونردِدُ للحبِّ والسلام..
كلَّ مَجامِع الأخبار..
وعبرَ جلسات تواعد أقدارنا..
لتختمر سَكْرى الحكايا..
في عقلِ السُّمار..
فسجلي يا حُروفي خُطى دُرُوبي..
وتلوَّني.. تفنني على ما عَلمَكِ النور..
ما في الألوان مِنْ مَنطِقِ عُبور..
وما في النورِ مِنْ سَعير وَصلٍ..
تكناهُ الخليقة بالأسحارِ
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية