#الجرائم الإنسانية في حق الأسرى بين #ممارسات أحمد باي و وراثة #داعش..!!

.عندما تطالع مذكرات الآسير الألماني "فندلين شلوصر" ( قسنطينة آيام أحمد باي) التي ترجمها "أبو العيد دودو" إلي العربية و التي سرد فيها الشاهد تفاصيل دقيقة عن الآوضاع التي عايشها منذ آسره في العاصمة و تنقلاته بين جبال الأطلس التلي وصولا إلي قسنطينة ، و خدمته للباي آحمد حيث روى تفاصيل لمشاهد مروعة و مفزعة و مقززة قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية .

.صحيح أن " شلوصر" يحسب على المدرسة الغربية التي نتعامل معها بحذر إلا أنه لا يمكننا أن ننكر شهاداته خصوصا بعدما قارناها بمصادر محلية ، و لم نجد ذلك التضارب أو التناقض في صحة ما جاء به و من هنا فإن تقربه من الباي آحمد كمدفعي في جيشه يضفي الآهمية البالغة على مروياته ، خصوصا تلك التي تقترن بتعاملات الباي مع القبائل التى لم تواليه و تمردت عن دفع " العشور" ، وكذلك مع الأسرى سواء النصارى أو من القبائل العربية التي لا تخضع لسلطته ، تلك المشاهد المخزية المروعة التي إمتاز بها الباي و حاشيته المتزمتة.

.عندما يعدم الباي آشخاصا لعدم دفعهم العشور والذين كانوا يَعُولون آطفالهم يكن آمرًا مهولاً، وعندما يقطع رؤوس الآسرى للهو و المرح فإنه تعدي صارخ على دستور محمد (ص)، الذي حرم قتل الآسير، و عندما تقطع الآذان و الآنوف لشك راوده في ولائهم السياسي فهذا آمرًا مروعًا .

.كل هذه الأفعال الشنيعة و السياسات الغير الرشيدة و الممارسات اللآخلاقية في حق الرعية و الآسرى، ينذر بزوال دولة أو حكم هذا الطاغية الكرغلي، الذي يعتبر إمتدادًا طبيعيًا للآتراك الذين عاثوا في الآرض فسادا ، و تمثيل سياساتهم الدكتاتورية في هذا البايلك، و هو ما وقع فعلا بعد الحملة الثانية للفرنسيين فسقط ملكه و سلطانه ففر لحمايتهم و بقي الشعب ضحية لممارساته اللاعادلة.

.إن الأحداث التي ذكرها "شلوصر" في تلك الحقبة الزمنية من التاريخ الحديث حول إحدى الشخصيات المقاومة و التي أعتبرت رمزًا من رموزها ، لا تقل قساوة و مرارة عن تلك المشاهد المؤلمة والمتطرفة و الغير إنسانية لممارسات " داعش" الإرهابية في تاريخ الأمة المعاصر.

.إن التاريخ يدين الشعوب و الأفراد و الأمم و الحضارات، فآحمد باي لا يختلف كثيرًا عن نابليون و ديغول و هتلر و غيرهم من المجرمين الذين حفظهم التاريخ و آقرتهم الذاكرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حساني أسامة جامعة : - زيان عاشور- الجلفة -