أنا وهو.. والزواج العُرفي!
حسنا، أنا متوترة قليلاً.. ربما بسبب الإجهاد.. لا أعلم؛ لهذا سأترك لقلمي إختيار الكلمات فأنا أثق به لأنهُ لم يخُنّي يوماً..
نشر في 02 غشت 2024 .
إنها ال2:03 بعد منتصف الليل، قمت عن مقعدي في غرفة المعيشة تاركة ورائي آلام المرض الذي سيقتلني إن إستسلمت له، ورغم إن الجلوس على كرسي المكتب وبشكل مستقيم يؤذي ظهري هذه الفترة لكني كنت مصرة على الكتابة.. فذهبتُ وجلستُ على ذلك الكرسي وأشعلت نور المنضدة ونظرت إلى الساعة بدقة كي لا أخون مصداقيتي.
حسنا، أنا متوترة قليلاً.. ربما بسبب الإجهاد.. لا أعلم؛ لهذا سأترك لقلمي إختيار الكلمات فأنا أثق به لأنهُ لم يخُنّي يوماً..
يقول لي قلمي بأنه يريد أن يكتب في موضوع مهم يفيد المجتمع وليس فقط كلمات لخاطرةٍ من القلب، ويقول بأنه من الممكن الدمج بين الإثنين.. فوافقتُه على ذلك.. أنا وهو نريد أن نتحدث ولو قليلاً عن موضوع خطير أصبح يزداد بشكل مفزع في الآونة الأخيرة (ألا وهو الزواج العرفي).
وبما إني دوماً أبحث عن أهم المشاكل التي يحتاج المجتمع حلولاً لها.. لذلك سأتحدث معكم بصراحة.
هل تعلمون ما هي أسباب إنتشار هذه الظاهرة بشكل فضيع مؤخرا لدرجة إن هناك دول شرقية قد أصدرت قوانين تتيح للطفل أن يأخذ كنية والدته من أبيها (أي كما يحدث في الغرب)؟!
- من هو برأيكم الجاني الأول؟
- الشاب الذئب الذي يعيش على دماء فتيات مجتمعه دون أي إدراك لحس المسؤولية أمام نفسه أو القانون بشكليه؟ (وأقصد هنا قانوني الأرض والسماء).
- أم الفتاة التي إستسلمت لعزف أوتار الحب لها وتفريطها بحقها والأمانة التي مُنحت لها؟
- أم إنه الأهل البعيدين تماما عن إحتياجات أبنائهم (ذكوراً وإناثاً) فأصبحت الأم لا تتذكر غير إن جارتها إشترت السيارة الفلانية أو لبست الثوب الفلاني!، وأصبح الأب مشغولاً بالنساء التي لا يتعب ضميره بمراقبتهن والتحسّر على نصيبه العَثِر (وكأنه إن تزوج بملكة جمالٍ سيُعافى من مرضه هذا!).
أعزائي، المشكلة الأساسية والأولى تكمن فينا نحن الأهل؛ لأن كلٌّ منا نسي واجباته وأصبحت طلباتنا ورغباتنا تزداد في كل مرة نتعامل فيها مع شريك الحياة نجاري بذلك التطور المتخلف الذي يشهدهُ العالم!
فواجبي كأم أن أحتوي إبنتي قبل إبني وأن أستمع إلى إحتياجاتهم وأن أفهم تمردهم المتقلب في سن معينة وأن أبحث عن حلولٍ لمشاكلهم وأن أُجيب عن جميع أسئلتهم مهما كانت محرجة لكي لا يضطر (الإبن\الإبنة) البحث خارج البيت الذي يحوي ذئاب تنتظر فقط فريستها لتنقض عليها، ولا يُنقص ذلك شيئاً من مسؤولية الأب تجاه أبنائه.
صديقتي الأم، صديقي الأب.. الإحتواء هو عبارة عن كلمة واحدة لكنها تحوي معانٍ عظيمة يجب أن يشعر بها فلذّات أكبادنا.
الإحتواء يعني الإستماع، التفهم، الصبر، الثقة، الحنان، التضحية، الوقت الوفير، الأمان.. إلخ.. فحاولوا أن تجمعوا كل هذه المعاني معاً وتضعوها في كأس علاقتكم مع أطفالكم.. وعندها سترون نتائج لم تكن لتخطر على بالكم.
مهلاً، كلامي هذا لا يعني إنكِ عزيزتي الفتاة بريئة من تهمة التفريط بنفسك أو ربما ظلم طفل قد تحملين به نتيجة إرتباط لا يعترف به أي عُرف ولا دين.
ربما كنت تعيشين ظروفاً ظالمة مع أهلك، ولكن كلماتي لك هي أن تعلمي بأنك لستِ لوحدكِ.. فهناك العشرات أو حتى أكثر من ذلك بكثير فتيات يعشن نفس ظروفك لكن لا يستسلمن بسهولة؛ فأعرفُ من قاومت حتى أصبحت شيئاً جميلا في المجتمع.. فكوني أنت ذلك الشيء الجميل.
وأنت يامن تظن بأن الرجولة هي أن تنتزع شرف فتاة بكلماتٍ معسولة وعقد وهمي على هيئة شيء لا قيمة له أمام الربّ وأمام القانون.. من سمح لك بهذا الحق؟
ولا تقل لي رجاءً بأن (البنت لو كانت محترمة لما قبلت بطلبك هذا!!) لأن هذه الكلمات يستخدمها فقط المجرم الذي يريد أن يفلت من عقاب ضميره، وتذكّر هذه الحروف جيداً:
"كلَّ ساقٍ سَيُسقى يوماً بما سقى"
وآخر خطابي لكل (أب\أُم):
<<لا يكفي أن تكونوا مع أولادكم بأجسادكم فقط، وإنما كونوا معهم بأرواحكم>>
بقلم: د. أسن محمد
كاتبة ومدربة مهارات شخصية
-
د.أسن محمددكتوراه مهنية في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة مهارات شخصية