** من العسير أنت تعرف تماما ما أمر به لأنك ليس أنا **وكيف أن الموقف الذي لا يعني بالضروره لك شيئ يعني لي كل شيئ ،، الحلقه لا تزال مفقوده ،،أعلم أنك تفهم ما أحاول قوله كذلك أسعي جاهدا لتدارك ما ترغب في قوله لكن كلانا لا يعلم كم مايقول الاخر مؤلم وقاس عليه وإلي أي مدي يعاني منه وكيف يشعر تجاهه الان ،،إن أغلبنا –برغم القرب- أبعد عن مايكون عن الاخر

الألم الذي في صدرك ولا تستطيع وصفه أشبه ما يكون بكتاب في غاية الدقه والمثاليه والأمر وما فيه أنه قدر له أن يكتب بلغه صامته لا يستطيع الاخرون فهمها مالم يترجمها اللسان واللسان هو أسوأ مترجم لما في القلب فتتضاعف الغصه في صدرك لأنك لا تفلح في ايصال ما تشعر به بالشكل المطلوب ولأن مانقوله ليس تماما ما نود قوله ،، يقول الروائي الأمريكي العظيم ارنست هيمنغوي**نصف مشاكلي أني لا أتكلم كثيرا والنصف الاخر أني عندما أتكلم لايبدوا الكلام شبيها لما كنت أود قوله **

وما كان للأمر أن يتوقف عند حد معين ،، ولما كان هناك جزء سيئ فإن في هذا الامر -وعليك تقبله-جزء أسوأ فالجزء السيء هو ألا يفهم ما تقول أم الجزء الأسوأ هو أن يساء فهم ما تريد قوله ويكون عليك أن تبذل جهدا مضنيا في محاولة توضيح وتصحيح ما قلت ،، ولكم من علاقات هدمت ونزاعات أقيمت بسبب أن طرفا لم يفلح في توصيل الفكره أو أن طرفا فهم بشكل خاطئ،،يقول الشاعر والمتصوف شمس الدين التبريزي في القاعده الخامسه من قواعد العشق الأربعون (تنبع معظم مشاكل العالم من أخطاء لغويه ومن سوء فهم بسيط ،، لا تأخذ الكلام بمعناه الظاهري فقط ،، وعندما تلج دائرة الحب تكون اللغه التي عرفناها قد عفي عليها الزمن فالشيئ الذي لا يمكن التعبير عنه بالكلام لايمكن إدراكه إلا بالصمت )

لكن في الأمور التي ماتلبث أن تضيق قد يوجد بها أمر مريح وفي أحلك الظلمات تتواجد خيوط دقيقه من نور وإنه ليحدث للمرء أن يصادف نوعا معين من البشر يشعر بما يشعر،،يفهم تماما ماقلت وما لم تستطع حتي البوح به لأنك تري أنه قد يكون من المحرج إن قلته أولانك لا تستطيع وصفه ،، يفهم كل ذلك ويفهم حركاتك وسكناتك ،، تعابير وجهك وما انطبع في قلبك لا مايقول لسانك ،، وان كنا لا نقابل مثل هؤلاء كل يوم أو سنه أوقد لا نلقاهم ولكنهم موجودن مشتتين في زحام العالم الشاسع والمخيف ،،يقول الشاعر والأديب مصطفي صادق الرافعي ** إن الله قد خلق لكل روح من الأرواح روحا أخري تماثلها وتقابلها وتسعد بلقائها وتشقي بفراقها ولكن قدر لكل روح أن تضل عن أختها في الحياه**

إن السبيل الوحيد لان يفهم الانسان أخيه الانسان هو أن يمتلك كل مرء نظام لمحاكاة العواطف والمشاعر وحتي اللغه يعرف به كيف شعر فلان عندما قال كذا وهل ما وصل الينا من عاطفه حقيقي أم الان الامر برمته مصطنع ،، وإنا إن نظرنا الي الامر من منظور واقعي فان تحقيق ذلك الامر مستحيل في هذه الحياه ولكن الله سوف يطلعنا في الحياه الباقيه علي ما خفي في الصدور وماكان عسيرا علي الفهم ولعل افضل ما يقال واخره حول هذا الأمر هو قول الأديب الروسي العظيم ليون تولستوي **من حسن الحظ أن هناك يوما للقيامه نجتمع فيه عند من هو بكل شيء عليم وهناك سنفهم كل ما حدث **