طينةٌ أخرى من المنافقين المتفيْهقين من بني جلدتنا ، ابْتليتْ بهمْ أمّتنا على مدار عقودٍ من الزمن .. و العجيبُ
المُرّ و الغريبُ الأمرّ ، هو أنّهم و من خلال انْبطاحهم و تملّقهم ، بلْ و منْ خلال دسائسهم وعمالتهم ، استطاعوا
و بكلّ جدارة و استحقاق أن تَرفع لهم إسرائيل القبّعة بل و أن يقف الصّهاينة مُنْدهشين و مُنْبهرين أمام استماتة
هذه الشّرذمة العميلة في الدفاع عن إسرائيل و عن وجودها ديناً وكياناً ، و لذلك اسْتحقوا لقب :
(الصّهاينة المتميّزون) .. إنّهم مُتصهْينون أكثر من الصّهاينة وهمْ لعنة الله عليهم ، يأكلون من الزرع الذي تحصده
مناجلُنا ، و يشربون الماء الذي تجود به سماؤنا ، و العجب العُجاب أنّهم يحْملون من الأسماء ما عُبِّدَ و حُمِّدَ ،
فتراهمْ مثلاً بين الفينة و الأخرى يشرئبّون برؤوسهم الخبيثة بعد انْ تلقّوا الأوامر منْ مُروّضيهم في الهجوم على
كل شيء له صلة بالدّين بدءاً بالذّات العليّة لله سبحانه وتعالى و برسوله الأعظم ومروراً بالعقيدة كمنهاج ٍ
كاملٍ مُتكاملٍ للحياة البشريّة و إليكمْ هذا النّموذج الحي من المسمّى (ابو العرائس) والمنقول عن أحد المواقع :
نعم هذا فيْض من غيْض ، وهناك أمثلة صارخة تتعلّق ليس فقط بهذا النّوع المتصهْين بل هناك حتى بعض
العلماء المحسوبين على المؤسّسة الدينية المعيّنين من طرف أجهزة المخابرات ، همْ كذلك تميّزوا بمواقفهم
المشبوهة من خلال فتاويهم الرّعْناء للنّيل من قدْسيّة الدّين الحنيف ، وهمْ وكما وصفهم القرآن العظيم عندما
انسلخوا عن آيات ربّهم ، همْ و مثلهم كالكلب إن تحملْ عليه يلهثْ أو تتركه يلهثْ يقول الحق سبحانه :
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْشِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ
أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْتَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا
بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) .
وبين هؤلاء و أولئك يأتي الطّابور الخامس ، وهو خليط من عبيد الدّرهم و الدّينار ، مستعدّون لبيع قبور آبائهمْ
بلْ وحتى كراء فروج زوجاتهمْ وبناتهمْ لمنْ يُذلِّلْ لهم العقبات للحصول على مآرب دنيويّة و مصالح فانية ولذلك
تجدهم تارةً كالكراكيز تحرّكهم الماسونيّة العالميّة لأغراض باتتْ مكشوفة ومفضوحة ، وتارةً اخرى تجدهمْ
كالوقود تستعملهمْ الصهيونيّة لأهداف تلموديّة تجدونها في (بروتوكولات حكماء صهيون) .. حيث مثلا يكفي أنْ
يأتي مخرج متصهين و يلتقط من الرصيف زمرة من العاهرات يصنع منهنّ فيلما بحجّة الحداثة و يذهب إلى (كان)
لا ليحظى بجائزة ما و لكن ليقول لبعض الدوائر المعنية : لقد أتممتُ المهمّة المطلوبة .. ليعود بشيكٍ من تحت
الطاولة يفوق أضعاف مضاعفة ما أنفقه على فيلمه المنحط .
نعمْ كلّ هؤلاء : سواء المصنّفون في خانة المثقفين العلمانيّين أو في خانة العلماء المنبطحين أو في خانة
عبيد الدينار ، هؤلاء همْ (الصهاينة المتميّزون) .. متميّزون في نفاقهم و ريائهم .. متميّزون في كلامهم و أقلامهمْ
وقياساً على سنن الكون الربانيّة و كما جاء في سورة التكوير : (فلا أقسم بالخنّس ، الجوار الكنّس) :
فالحقّ سبحانه وتعالى وكما أوْدعَ في الفضاء تلك الممانعة الجبّارة في تنقية الغلاف الخارجي من الشوائب
بعد كنْسها وطردها منه ، فقدْ أوْدعَ كذلك من خلال منهجه القويم ، تلك الممانعة في فضح هؤلاء المنافقين
وكنْسِ أولئك المتصهْينين مهما تخنّسوا ومهما تكلّسوا .
بقلم : تاج نورالدين
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...