مساندة الجيش السوداني لثورته وأثرها على حراك الشعب الأريتري  - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مساندة الجيش السوداني لثورته وأثرها على حراك الشعب الأريتري 

  نشر في 20 يوليوز 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


السودان هذا البلد الأفريقي العربي والذي لديه ثورة تجاوزت جميع الثورات العربية بفترتها الزمنية والذي أصبح المخاض السياسي طويل الأمد بسبب الصراع بين التيارات المدنية في السودان والمجلس العسكري السوداني والذي انتهى مؤخرا باتفاق يجعل هنالك بوادر للانفراج على أمل تحقيق اتفاق وانتصار بين المجلس العسكري والشعب السوداني بعد عزل الرئيس عمر البشير من السلطة بعد مكوثه ثلاثون عام على عرش السلطة من قبل المجلس العسكري السوداني.

على الشعب الأرتري أن يتبع حذو الشعب السوداني في الحراك، لم يكن الشعب السوداني كله مع الأبطال في ساحات الاعتصام ولكن القلة منهم كانوا كالشخص الواحد في مطالباتهم دون ملل أو كلل حتى نالوا مرادهم برحيل الديكتاتور عمر البشير بعد انحياز الجيش لصفوفهم. ولكن يبقى السؤال هنا وهو الأهم في محور الحديث، هل يمكن أن يستفيد الشعب الأريتري لما حدث لجارته السودان؟ وأن ماحدث من تغييرات من دول الجوار في القارة الأفريقية يمكن أن تؤثر على حراك الشعب الأريتري؟

لعل الثورات العربية وانتصار شعوبها تعطي دافع معنوي للشعب الاريتري و زخما قويا نحو الحراك كما أعطا الشعب السوداني من خلال نجاح الثورات العربية المجاورة لها كـ الجزائر وتونس وغيرها من الدول التي نجحت في تحقيق مطالبها. إن سقوط نظام الحكم في أريتريا ليس بالصعب وأن سقوطه لا محالة اذا وصلت أصوات قوية ذات عزيمة وصلابة في مطالبها عندها يمكن انحياز الجيش لصفوف الشعب وتكرار سيناريو السودان.

ولكن من المهم توعية الجنود الاريتريين خصوصا الأبناء لانهم وبكل تأكيد أهم مقومات النظام الحاكم وداعميه على استمراريته. لذلك لم يتهاون نظام أسياس أفورقي في برمجة عقول أبنائه في معسكرات التجنيد الإلزامي تحت مسمى الخدمة الوطنية وأخذ هذا الأمر على محمل الجد وبالتالي حقق نظام أسياس أفورقي طموحه في السيطرة على الشباب فلم تكن تلك المسماة بالخدمة الوطنية سوى أداة يمنهج فيها النظام مراده.

ينطوي هذا النوع من السيطرة في خلق جيل يرى أنه لا قوام للدولة بدون أسياس أفورقي وأتباعه وطاعتهم واجبة وأن أي محاولة لإسقاطهم جريمة لا يمكن التهاون بها. ولعل أهم ما يلفت الإنتباه هو ربط التعليم بالتجنيد! ولا يمكن للطلاب إكمال دراستهم والتخرج إلا في معسكرات التجنيد إنه التفنن في استدراج الجيل القادم و تربيتهم لإخضاعهم تحت سيادته قبل نضوجهم الفكري وميل أفكارهم نحو التطور و التحرر من العبودية. إن من أفضل ما يمكن الاستدلال به لهذه الطريقة المتبعة من النظام الاريتري بخصوص معسكرات التجنيد هي "التعليم في الصغر كالنقش عن الحجر".

يذهب الطلاب في هذه المعسكرات المغلقة لكي يتلقوا التدريبات العسكرية وكل ما يحتاجه الجيل القادم من الشباب من أفكار وأساليب ممنهجة تحت مخططات وأجندة مدروسة في هذا الجانب لتجعل من نمط حياتهم بعد التخرج والخروج من تلك المعسكرات مهيئة لتطبيق برمجة النظام القمعي وما يحتاجه في أرض الواقع من قمع،اعتقالات تعسفية وحدث ولا حرج من انتهاكات بالجملة لحقوق الإنسان وكل ذلك ليس إلا لضمان استمرار واستقرار نظام الطغاة وأتباعهم.

وأثبتت تلك المنهجيات المتبعة في معسكرات التجنيد قوتها في مخرجاتها من الجنود في الداخل بل وصلت قوتها وتأثيرها الفكري في من هم بالخارج لتظهر لنا أناس متعصبين لمن هم ضدهم في النظام الطاغي وحاشيته بخصوص تلك المعسكرات وقولهم أنها مفخرة للوطن وتخرج جيل شجاع يحمي ويبني بلده!. فليس ذلك بالقول المنطقي والعقلاني الا لو كان المقصد منهم بأن هذه المعسكرات ومخرجاتها تصب لحماية وبناء كيان نظام أسياس أفورقي واستمرار حكمه.

ولكن هنالك سؤال آخر وهو مهم لا يقل أهمية عن السؤال الأول، هل سيتم استمرار حكم العسكر عند إسقاط النظام الحاكم وبالتالي ليكون اسقاط النظام ما هو إلا حكم قمعي آخر أو تكملة الحكم الديكتاتوري؟ بمعنى آخر هل سيتم كسب ثقة الشعب وتسليم السلطة للمدنيين وإحلال نظام حكم يستمد حكمه من الشعب؟

إن الجواب على هذا السؤال لا يتم إلا بمشاهدة واقع الشعب الإرتري المعارض الذي لا نختلف بأن هدفه واحد وهو إسقاط النظام ولا يوجد مخالفة لذلك، ولكن الأهم من ذلك هل التفتنا من حولنا وسألنا أنفسنا هل نحن قادرون على قيادة البلد وإحلال نظام عادل يحقق حلم الشعب الاريتري بالعيش وتحقيق أحلام الشعب بالعيش بكرامة دون انتهاكات ضده؟ للأسف إن واقع الشعب الأريتري المعارض مشتت ومتهالك ولا توجد هناك توحيد صفوف المعارضين المطالبين بالديمقراطية والإنحلال من الدكتاتورية.

لا أحد ينكر بأن هنالك تمزق بين أفراد المجتمع الاريتري حيث أنه لا يطرح موضوع عن أريتريا أي كان الموضوع إلا وترا تشعبات وخلافات بينهم ليس لها أي قيمة ومعنى إيجابي نحو التقدم والرقي لأهدافهم في التخطيط وتحديد الأولويات نحو تحقيق الهدف، وإن أكبرتهديد لنجاح تلك المجتمعات هي افتقارها لروحية الوحدة فيما بينهم واتحادهم بسبب القوميات، والديانات والثقافة وخلافات لا حصر لها لكثرتها وكأن مايطمحون له هو لتحقيق مرادهم الشخصي ومن يتبعونهم دون أخذ في الحسبان مراد الشعب بالكامل بمختلف معتقداته وتوجهاته السياسية! فهل أولئك من ينتظر منهم لإقامة دولة تحقق طموح الشعب الأريتري؟

إن تلك التمزقات والخلافات لم تنتج إلا أناس مضيعين لجهودهم وتسخير منابرهم نحو التفرقة وتمزيق الوحدة فهؤلاء لايرى منهم في قيادة البلد سوى دمار وإنشقاقات وفساد ...إلخ ناهيك عن أن العسكر سوف يسلمهم السلطة أصلا ويثق فيهم لقيادة البلد. ولكن إذا تم توحيد صفوف المعارضين ووضع رؤية تتضمن في إحلال نظام مدني ديمقراطي يضمن حقوق الشعب و مصالح الكل وليس فئة بعينها دون أي تفرقة عندها يمكن إحداث تغيير إيجابي وقيادة البلد وتحقيق أحلام الشعب في العيش بكرامة دون انتهاكات ضده.

بلاشك إن سر تفوق الشعب الأريتري في الحراك و تغيير النظام والتحرر منه لن يكون إلا بكسر أهم مقوماته وأسسه وهم الجيل القادم من الشباب وتعطيل أوهام النظام لهم بالخضوع لرغباته وبث التوعية والثقة بالنفس لهم بأنهم هم من يسقطونه، حيث أن لا ثبات لبناء دون أعمدة وهنا نجد أعمدة النظام هم الأبناء التي يبطش بها النظام ويستمر في مراده. 



   نشر في 20 يوليوز 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا