إنها العنصريه البحته .

أو لربما الانطوائيه البحته ..

إنني شفافة هكذا وصفتني إحدى صديقاتي بعدما ذكرت لها معاناتي مع الاضطراب الاجتماعي ..

إنه مؤذٍ ومن خلال تجربتي أستطيع أن أقص عليك بعض منه ..

الأمر أشبه بوضع نفسك في بحر ولا يوجد مركب انقاذ واحد مع العلم أنك تستطيع العوم لكن !..

لا تسبح ولكن تطفو من الغرق ..

تنجو ولكن ينهكك النَفَس المتسارع مع ضربات قلبك المضطرب من شدة فزع الغرق ..

إن البشر هم البحر ، وأنت الغريق ولكن لا تملك الشجاعه لتظهر أمامهم أي لتجرِّب السباحه ..

أن تتعلم ذلك يستغرق وقتاً، ضربات قلبٍ أعلى ، وخبرات أكثر ..

والحقيقه إنني لا أعرف علاجه !

لا أعرف كيف أمحي البشر الذين يسببون لي ذلك ، مع العلم أنني لست كئيبه أبداً ، لكنني صعبةُ التَكَيُّف ، أرى هنا أشياء غريبة .. وتتداخل في عقلي كلمات فيروز :" بشوف أشخاص ، لا ضحكاتن ولا حكاويهن ولا أفراحن بتعنيلي" ..

إن معالجته أمر صعب ، ههه هذا يتطلب منك أن تتكيف .. تخرج من القوقعه حقاً ! " لازم تتعودي وتخرجي من القوقعه اللي انتي فيها دي "

المشكله ليست في القوقعه ! المشكلة أنني لا أجد من يشبهني بسهولة ، إنني حتى في اختيار الأماكن أختار من يشبهني ، مكان هادئ ، صاخب أياً كان  ..

المهم هو أن أختار من يشبهني أنا ،

"العالم الخارجي"

لقطات سيلفي ، تصارع القطط وأصدقائي .

أحياناً أشعر بالزيف ، إنهم مزيفون .. عدا تسارع القطط ، إنه حقيقي .

فان جوخ "الأب الروحي" :

كان يشعر بكل شيئ ، المسكين !

يبدو أنني ورثت هذه الصفة عنه ، لوحاته مهرب ..

لا أعلم لماذا أجد نفسي فيها ، كل شيئ .. النجوم ، زهر عباد الشمس ،.. كل شيئ .

آسفة لثرثراتي الغير متزنة والمتبعثرة والكثيرة جدا ، لكنني لا أجد من أتحدث معه في وسط هذا الزخام المزيف سوى مفكرتي .

إنني أضحك ، أصنع النكات وحفتي ليس لها حدود لكن .. !

لقد أعتدت أن أعبر عن كل شيئ بالافعال ، اعتذار مثلا يمكنني تقديم وردة بدلاً من "آسفة " مع العلم أنني اقولها لكن ليس لأصدقائي.. لحظة أين هم أصدقائي ؟ ..

يمرون شيئاً فشيئاً فشيئاً فشي فش ف ..

يختفون وأبقى أنا في اضطرابي الانهائي من البشر .