كما تمتلأ السماء بالغمام,عدت و قد امتلئت بكل الاعذار التي تبيح الغياب ,ورأيت عالما غير ذي قبل ،واناسا غير الناس ،اسرى و ماهم باسرى ,عالم وحد فيه المرض كل ممزق ورسم الواقع صورة لمستقبل في الهباء المنثور.
ربما وحدها المأساة تحمل القدرة على توحيد ما لم تستطع سنوات من الرخاء فعله؟ كالغياب الذي يلف سوار المعنى حول عنق الحاضر فلايرى الناظر العنق بقدر ماتهوى العين رؤية السوار المفتول.
جدلية الشيء واللاشيء,رقصة الموت و الحياة معا يدا بيد،غربة في الوطن والاهل,ووطن في العزلة وسواد غربة يوحي باللازورد.
هل هي غرابة الحياة ،ام انها اخيرا ابانت عن عنوانها الحقيقي وهو الانسلاخ و التغير؟ ام ربما فقد البشر بوصلة بر الحياة ونسوا ان اليوم مد و غذا جزر و بعد غذا ربما امر.
جبروت الانسان ازاء عفوية الطبيعة,اي نزال هذا ؟واي غر يحارب نواميس الزمن بالركض عبثا! وحده التأني يجنب راكب الصحراء عنفوان الرياح وحر شمس متناقضة قد تكون السراج و صحن ذهب من هلاك ايضا.
على اوتار المتناقض تعزف سيموفونية الواقعية ،بين حاضر متوقف وغذ مبهم و ماض مفقود،عل فسحة ازمة هذا الداء ان تصحح مسارات شاءت ربما بداهة الاقدار ان تتوقف البشرية في هذه النقطة لتعيد النظر في كل شيء ,فيما كانت و الى ما ستصير؟ فرض من الاسئلة الغبية التي كانت لابد ان تسأل سلفا صارت اليوم مفتاحا للخلاص كيف ولم و لماذا؟
نظرت ازاء نافذة تطل على ربيع مزهر وشجر لوز يبدو مزهوا بلون البياض ,واقفا وقفة أنفة ،فقلت ربما تجري الرياح حقا بما لاتشتهي السفن فاجابني همس من ريح هذا الشجر وقال ,لا ياصاح تجري السفن بما لاتشتهي الرياح ,جواب عبثي كعنوان هذه الخاطرة لاعلاقة له بشيء او لا شيء