قبول العنف في التلفاز و وسائل الإعلام - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قبول العنف في التلفاز و وسائل الإعلام

قبول العنف في التلفاز و وسائل الإعلام

  نشر في 19 ديسمبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


تطور التكنلوجيا كالتلفاز ,والإنترنت و الراديو يقودنا لفهم مهم للمحيط الذي نعيش فيه ,و المحيطات التي تمثلها وسائل الإعلام للجمهور . كوننا من جمهور هذا الإعلام فإننا نغمر باستمرار بمفهوم الجريمة والعنف عن طريق التكنولوجيا. ينتشر مفهوم الخبر بسرعة كبيرة و يتواجد في كل منزل عن طريق التكنولوجيا , فوسائل الإعلام تعطي الأولوية في بث الجريمة و العنف كموضوع رئيسي لجذب شريحة أكبر من الجمهور(نيوبورن 2007). يقول ماكدوغال " انه في أي لحظة تحدث المليارات من الأحدات المتزامنة في العالم ... وكل هذه الحوادث هي أخبار محتملة , ولا تصبح خبر حتى يُقدم مراسلي الأخبار تقريراً عنها , فبعبارة اخرى الأخبار هي تقرير عن الحدث وليس الحدث نفسة ".

واذا نظرنا الى هذه الحقيقة البسيطة , وهي عندما يشاهد الناس التلفاز فهناك دوماً إمكانية بأن تعرض القناة أعمال عنف, مما يجعل الناس يعتقدون بأن لوسائل الإعلام ثأثير قوي على الجريمة و العنف (بوتير 2003) , ولكن منتجي الإعلام يردون بأن العنف و الجريمة بالتلفاز ما هي إلا مجرد إنعكاس للعنف الذي يحدث في المجتمع . وعلى الرغم من انه ينظر إليه أنه مبالغ فيه وغيرواقعي , يدعي المنتجون بأن العنف في وسائل الإعلام هو مجرد استجابة للمطالب .(بوتر، 2003).

ويثار سؤال " لماذا يتقبل الناس العنف ويستمتعون بشاهدته في وسائل الإعلام؟. قد يعود هذا إلى حقيقة أن معظم جمهور وسائل الإعلام يرسمون صورة للعنف لتحدي خيالهم كما يحدث في العاب الفديو ، ومن جهة اخرى قد تكون مجرد فكرة بسيطة مناسبة للشخصية لكن تواجه الخيال من تلقاء نفسها (قولدستين 1998). و هناك ثلاث نظريات رئيسية سأركز عليها للحصور على جواب السؤال " لماذا يستمتع الناس بمشاهدة التمثيل العنيف في وسائل الإعلام؟" و تستند هذه النظريات على أسلوب التحليل النفسي , أسلوب المهرجاني و الإسلوب الإجتماعي .

ومن الإعتقادات الشائعة أن المشاهد يحضرالأفلام من الحملات الإعلانية المضللة و المحرفة . وغالبا مايشير المنتجون للفلم بأنه يصلهم إلى جمهورهم عن طريق هذه الحملات الإعلانية , فيتبقى على المنتجين معرفة كيفية عرض هذه الحملات الى جمهور معين (تيرنير, 1999). فهي حقيقة بأنه يتم إنفاق الملاين للدعاية و الإعلان لفلم جديد, لكن ليس الحال دوماَ ان تجذب لهم الجمهور . فالتواصل مع الجمهور هو الجزء الأصعب للمنتجين و يكون عن طريق التخطيط الدقيق وعرض الإنتاج الجديد بطريقة يتفاعل فيها الجمهور بشكل ايجابي (تيرنر,1999) .

يصف ميتز(1982) تجربته كشخص في السنما وهو يرى المُشاهد يحاول ان يصل الى الأداء في الفلم , ليصبح جزء منه . نحن بحاجة لتركيز بشكل أفضل على مستوى اللاواعي وعملية المشاهدة ,لنحصل على فهم أفضل عن كيفية تفرقة الجمهور للخط الرفيع بين الواقع و الخيال , عندما نلقي نظرة على أسلوب التحليل النفسي و المهتمين بالأحلام , سنجد أن هناك علاقة بين الفلم والأحلام لتقديم منظور جديد للباحثين في نظرية الفريدو وكيف يعمل الدماغ اللاواعي (تيرنر، 1999). ذكر ميتز (1982) أن الحدود بين الواقع والخيال تتلاشى للجمهور، و وصف فريدو الفجوة بينهما بأنها " مكان الرغبة" التي يغطيها الإنتاج الإعلامي .

يؤكد أسلوب التحليل النفسي على مفهوم " المظهر "على الجمهور , الذي يسمى ايضاً بالمشاهد (تيرنر، 1999: 131). و يأثر هذا المفهوم بشكل قوي في نظرية فريدو وما بعدها , ;حيث أنها تقف في قدرة الفرد في التعريف عن نفسه و إقامة علاقات مع المحيطين به. وبناء على هذا , فإن الجمهور لا يشاهد الأداء فحسب ، بل أيضاً يكتشف في قصة الإنتاج الإعلامي ويتأثر في بعض القيم والقوة، مما يجعلهم مسؤولين عن مكان القوة . ويصف هذا بنظرية الفرويدية , ويعتبارها واحدة من موقف إستراق النظر ، وبمصطلح أخر " التقط الأشياء بقوة النظر دون قصد " (تيرنر، 1999: 131).

يناقش غرايم تيرنر (1999) أننا نحن كبشر نطبق دوماً الشخصيات التي نشاهدها في الشاشة , كالأبطال أو البطلات لشعور بالإنجاز الذاتي , ويقسم منهج االتحليلي النفسي الجمهور إلى مجموعتين رئيسيتين , الأولى كما ناقشها ميتز(1982) التعريف البسيط بمفهوم السينما، وهو لسعي وراء الغموض الذي تكشفه الشاشة . والمجموعة الثانية هم من تأكد السنما تصوراتهم من خلال رؤية الكميرا . و ستناداً على هذا يجد المشاهد نفسه في موضع الإرتباك و التحريف بين الواقع والخيال , فالإعلام يتجه للتأثير على سلوك المجتمع ليبني علاقة بين الجمهور و وسائل الإعلام .

وتقول لورا مولفي (1975) بما يتعلق بالتمثيل العنيف للجريمة و منهج التحليلي النفسي , فإن وسائل الإعلام تتشكل حول مبادئ النرجسية و أستراق النظر . فهي تعتقد بأن هذين المبدأين هما السمات الأساسية في صناعه الأفلام و أنشأ علاقة الجمهورو الإعلام , ويبني أيضا تواصل في العلاقات الجنسية الإنسانية . فيركز الإنتاج الإعلامي على الكشف جسم المرأة وإستخدمه كأداة , معتقدين أن المشاهدين من الذكور هم المحور .

يظهر تصوير العنف في الإعلام بطرق مختلفة , فطالما إعطى الإعلام مصدراً لثقة في عرض القصص و كشف االطبيعة الحقيقة للوضع ، ومن الطريقة البسيطة التي ينشر فيها الإعلام القصص, فبعض من الجمهور لا يأخذ بعين الإعتبار حقيقة أن هذه القصص تأثر على المستوى اللاواعي و في بعض الأحيان تؤدي الى التحريض . الإعلام أداة قوية اذا أُستخدمت الكلمات و الصور الصحيحة فيمكن ان يغيروا معتقدات الجمهور ليؤمن بما يريدونهم أن يؤمنوا به. وفي أغلب الأحيان يختار الناس مشاهدة العنف في وسائل الإعلام ليس للمتعة بل لفهم ومعرفة كيفية التصرف و التفاعل في المجتمع الذي يعيشون فيه (قولدستين ,1998 ) و بالرغم أن وسائل الإعلام تقدم بالفعل منظورا معيناً , لكن يعود للشخص كيف يتفاعل مع مجموعة هذه الصور و الكلمات .

ذكر جيفري غولدشتاين (1998) بأنه " لا يمكن إنكارأن الصور العنيفة تسبب صدمة عاطفية و تهز معظم الناس " . مفهوم العنف للبعض من الجمهورهو جزء من إهتمامته و حوافزه , ووفقا لغولدستين (1998)، أن الجمهور الذي يتمتع بالتمثيل العينف يأكد مفهوم كبير للعنف في حياتهم الشخصية . ولكن للبعض قد يكون مجرد البحث عن التشويق من تجارب الأشخاص سواءً الجيدة او السيئة . و من ناحية أخرى, يمكن التعبيرعن الإستمتاع بمشاهدة العنيف للجريمة على أنها "نتيجة " ل"عملية ثقافية " في نقص الفرص و تجارب الحياة الحقيقية , ويظهر العنف في وسائل الإعلام بصورة اكثر إثارة للناس , فينجذبون لصور العنف رغبة التخلص من حالة ذهنية .

وننتقل إلى النهج الإجتماعي لشرح رغبة الناس في مشاهدة العنف في وسائل الإعلام، ,و نأخذ بالإعتبار عمل ستيوارت هل (1973)، الذي بحث في الإعلام كتحديي وحاول الكشف عن نظرية جديدة حول كيفية الإنتاج ، وكيف يتم البث و الإستيعاب من قِبل الجمهور. وبإختصار، فهو يشرح عملية فك شفرات الرسائل والصور. ويوضح ستيوارت هول (1973) أن العلاقة بين الإعلام والجمهور تعمل من خلال مساعدة المُرسل والرسالة والمتلقي. فهو يرى بأن الإعلام يخلق رسالته الخاصة و يرسلها للجمهور , لكن الجمهور قد لا يدرك الرسالة الحقيقية التي كان من المفترض أن يتلقها .وقد طور مارتن إينيس (2004) فهما اجتماعيا للعلامات ونظام الإشارات لإدراك المخاطر، والذي يشار إليه أيضا باسم "جرائم الإشارة"، الذي يركز على طريقة تفسيرالناس للحدث ومعرفتهم ما يهدد أمنهم .

وسائل الإعلام أداة مفيدة في تحليل منهجية جريمة الإشارة، فهي توفر معلومات في كيف يمكن لبعض الأخبار تشكيل الأحداث الخطِرة (إينيس، 2004). والفكرة الرئيسية لمنظور جرائم الإشارة هي أن لكل إنسان تصوره الخاص للجريمة، وبالتالي فإن العنف في وسائط الإعلام يحدث كمجازفة إجرامية .

وقد كانت مناقشة (العنف الإعلامي ) عميقة وتتجه للذكور . ومن أهم تحديات المستقبل هي تحويل النقاش بعيداً عن الإشراف . و الحد من نماذج حرية التعبير و الرقابة التي تنبع من الأفكار الرجولية لصحافة العدوانية من جهة و الحماية من جهة اخرى (كونينغهام، 1992: 71). يأخذ الإعلام مكانه هامة في حياتنا , فهو يزودنا بالثقافة العامة بإستمرار، وإن كان من حيث العنف ففي بعض الحالات نكون مدركين للخطر، أو قد تكون فقط رغبة لإرضاء أنفسنا بالخروج من حدود الواقع (كارتر، 2003) ، على سبيل المثال صناعة الأخبار، فمن أولوياتهم بيع العنف وإبقائه على الصفحة الأولى في الصحف أو على شاشة التلفاز . و السؤال الذي يطرح هو لماذا يباع العنف؟ . وفي معظم الأحيان الإدراك الخاطئ للجمهور في عامل الأمن والسلامة قد يكون سبب ، فإن مفهوم العنف بالنسبة لهم يكون من حيث يقف أمنهم ، ومدى أمانهم في منازلهم أوالشارع (كارتر، 2003).

إن الأسلوب المهرجاني او الإنتهاك مصدره نظرية ميخائيل باختين (1941) حيث يصفه بأنها نوع من الخطاب الذي يظهر في مختلف الأراضي الثقافية ، خاصةً المهرجانات . ويصفه بأنه ممر لكل شيء، حيث يتواجد الجماهير والممثلين دون أي اختلاف بينهم ، فمفهوم المهرجان هو تجريد الناس من الرتبة، مما يجعل الجميع في وضع متساو، واخفاء الحدود بين الأغنياء والفقراء. والهدف منه كان السماح للأشخاص بالتعبير الحرعن أفكارهم و إبداعاتهم (باختين، 1941) . وإتباعاً لهذا ,يمكننا أن ندرك ان الإعلام هو الموضوع رئيسي في المهرجانات ايضاً، ويشارك الجماهير فقط بحدود كونه جمهور . من خلال تمثيل العنف في وسائل الإعلام،والأخذ بنظرية ميخائيل بختين و المهرجان ، يمكننا أن نعتبر وسائل الإعلام هي المحرض لدفع حدودنا وتجاوز الروتين العادي من خلال الانضمام إلى "مهرجانهم " الخاص .

تعتبر وسائل الإعلام اداة صالحة لسيطرة من خلال إرسال رسائل شفافة،لتحريض الناس أو للكشف ببساطة عن المجتمع نفسه . وفي حالات أخرى، مثل ألعاب الفيديو، يتجه الجمهور إلى العنف لأنه يقدم مصدراً لإنتحال الهوية من خلال دور رجل سيئ أو رجل جيد والسعي إلى العدالة والمغامرة من خلال إرتكاب لأعمال العنف ، وقد يعود هذا الى أن العاب الفديو تملئ الفراغ بين الرغبة و الواقع , کما أنھا ايضاً تعطي شعوراً بالقوة وتضع الفرد في مکان من السیطرة الکاملة والسلطة (كارتر، 2003). ومع تطور التكنلوجيا يتجه الناس للأفلام التي تحتوي على العنف , لأنها تقدم فهم مختلف للمحيط الإجتماعي مع مساعدة المؤثرات الخاصة. وبالنظر إلى أفلام الرعب أو أفلام الخيال العلمي، فالمؤثرات الخاصة تلعب دوراً مهما للتأثير في الإعلام والعنف والجمهور. ومن المعروف بأن الأعمال المُنفرة التي تظهر بالشاشة غير مقيولة , ولكن هذا مايتجه إليه الناس , ليروا العالم بأعين مختلفة (كارتر، 2003).

-   لقد تمت ترجمة المقال  من هذا المصدر :

https://www.ukessays.com/essays/media/acceptance-violence-tv-media-3116.php



   نشر في 19 ديسمبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا