تغيرت احواله فجأة ...
صار يصمت اكثر مما يتكلم وانا لم اعتاده هكذا صامتا ، شاردا ، لا يبالي لاي شيء حوله ، يكتب كثيرا ثم يمزق كل ورقة يكتبها ويحولها الى مئات القصاصات الصغيرة وكأنه لا يريد ان يقرأها احد ثم يختبأ في مكان بعيد يدخن بشراهة ويعود ومقلتيه تبوح بأنها تعبت من احتباس الدمعات فيها ...
- ماذا حل بك يا صديقي ؟؟
- لاشيء لا شيء أنا بخير ..
- انت لست بخير أبدا ، أنت الناقم الصاخب القوي الاراء ذو الطلة المختلفة والضحكة العالية .. ماذا حل بك ؟؟
- قلت لك لا شيء.. كل شيء سيعود كما كان ....
- وماذا حدث حتى يكون كل شيء غير الذي كان؟؟
و هنا لم يستطع ( حلال العقد ) كما نسميه في الجريدة أن يتمالك نفسه ، هذة المرة خانته قوة تماسكه وخرجت دموعه خارج حدود عينيه .. وقال : احببت .
نعم أحببت .. وانا يفترض بي اننى في مرحلة من العمر العقلي و الزمني لا يجوز لي ان اقول او اصرح او حتى .. افكر في ذلك ، فنحن هنا لسماع مشاكل القراء ومحاولة التهوين عليهم حتى وان لم نستطع حلها .
حاولت كثيرا الا اتعاطف مع رسائلها .. والا اشعر بانجذاب نحو افكارها وألا القاها بالاساس لانني اعرف ما سيحدث لي ..انا اعرف نفسي جيدا طوال عمري .. لكن في هذه الظروف فأنا فعلا ما عدت اعرف نفسي .. ولا عدت افقه السيطرة علي شخصي
- اذن ... ابتعد حتى تنسى
- حاولت ... صدقني حاولت .. وفشلت ، حاولت كثيرا ان ابتعد الى داخل نفسي واغلق ابوابي علي واسيطر على ما تبعثر مني بداخلي... لكنني فشلت .
المشكلة تكمن في اننا نقابل اناس يمرون علينا كأطياف عابرة لكنهم يتركون في داخلنا اثر المطر في ارض جرداء تشتاق الى قطرة الندى فما بالك بالمطر .،ثم يرحلون تاركين بداخلنا الم الاشتياق اليهم بعد الرحيل .
موت بعد حياة وحياة بعد موت وسلسلة تتابع علينا ونحن نحيا فيها بين الحياة والموت تعتصر مشاعرنا ... قسوة الاشتياق اصعب من الفضفضة يا صديقي ... هو الصمت ، الحب في صمت ، الحزن في صمت، التداوي في صمت ، الفرح في صمت ، حتى اختيار الصمت .. في صمت .
- لم يعد لدي ما اقوله لك يا صديقي .. ابق صامتا .. لعل من حولك يتركونك في صمتك لتداوي ما بك .
لعل من اهل الدنيا من بداخله ولو ذرة احساس و رحمة بكم وينادي فيمن حوله اتركونهم انهم يموتون في صمت .
لكم الله يا
أهل الصمت