كَ أنّ للموْتِ عينينِ جامِدتين لآ تَخلو منَ العِتابْ، وَ كأنّ الوقتَ اللّعين الذّي رسا هُنآك مَرّة.. لآ يُغادِرني البثّة. وَ أنا على فِراشي أتدفّقُ منَ حُلُم وآهن مَشلول لِ تتلقفني أيدٍ أخرىَ.. خَشِنة. أفتَحُ عينيْ وَ أستمرّ في التحديق في المصباح الذّي في السقف، كَ عادتي لا أزالُ كُلّما لمَحتُه تسائلت : متى يُمكن لضوءه الخافِت أنْ ينعَكس على الجِهة المُظلِمة من غُرفَتي... وَ لكنّي سُرعان ما أغمِضُ جَفني ثانية تارِكَة لـ أحلامي أن تتولّى هيَ ذلك. الحُلم، أجل انّه الحقيقَة المُطلَقة التي تَجعَلُنا نتمسّكُ بِـ الحَياة، قبْل الآن كنتُ أجزِمُ أنّ البرهان الثابِت أننا أحياء هُو الموْت. وَ لكنّي استنتجت بعد ذآك أنّ المَوت ليسَ حدثا يضعُ نهايَة لكل ما قدْ ذبت فيهِ روح لبُرهة منَ الزَمن، وَ ليس تلك القنطرة التي نعبُر بها من عالَم مألوف الى آخر مَجهول.. بلْ انّه لا يتعدّى كَونَه ردّة فِعل..
كأنّ كنه الحَياة ألاّ تترُك للموْت تفاصيلَ أخرىَ ينشَغِلُ بِها بَدلا منْ عدّ الأحلامِ علىَ أطرآفِه حتّى اذا توقفت عقاربُ ساعة.. جسّ نبضَ أمْسٍ مُترَهل وَ آخر وليدَ الدقيقَة الأخيرة..
أمّا الحُلم فَ هوَ الادرآك الفِعلي للحَياة.. وَ ما لمْ نشعُر بهذآ الادراك ينبِض من حَولِنا فَ انّ داعي المَوت حينها وَ فقط يستَجيب..