دائماً ما اتخيل ذاك اليوم المشئوم على جميع تلك الحيوانات التي الهجينة بين نوعين من الحيونات مثل اللايجور الذي أتى من اسد و نمر، و لكنني لا افهم إلا في البغل، حقيقةً البغل هو حيواني المفضل الذي أسست عليه مُعظم افكاري طيلة واحد وعشرين سنة يمثلوا عمري و خبراتي في الحياة.

ذاك اليوم المشئوم الذي اتحدث عنه هو يوم تأسيس أول أسرة بغال في العالم، البغل الأب و البغل الأم و البغل الأبن الأول من نوعه و الذي لم يسبقه بغل و لم يكن له بغل مثيل ولا يعلم له أي بغل سبيل.

دائماً في خيالي ارسم ذاك البغل الأسطوري، البغل الذي يجعل كل ما حوله اسطورياً، تخيل معي ان مزرعة في الشرقية و مزرعة في الغربية اجتمعا في بغل ذكر و بغلته الحبيبة حتى اجتمعت معجزتهما في هذا الوليد.

يا ترى قد يكون هو البغل الوحيد ؟ ام يكون له أخر أخر، كيف سيكون مجتمع البغال بعد تلك الطفرة، كثيراً ما ابحث في داخلي حول حال مجتمع البغال الذي كان يحمل كتاباتي لسنوات، كيف سيكون بعد ذاك الحدث.

ان البغال كما وردت لكم لا تملك قدرة الحصان ولا صبر الحمار، لا هي تملك القدرة الشديدة على ان تكتب تاريخ الفرسان ولا هناك طائقة تُسمى البغالين في القصص البطولية، ان مجتمع البغال هو المجتمع الذي أتى دون رغبة منه لذاك كل البغال عقيمة، و هو المجتمع الذي لن يصنع شيئاً حتى انه لن يجر عربة المكافحين في اكل خبزهم.

لكنني أرى ان هناك اسطورتين قائمتين بهذا الحدث، ذاك الأب الذي اصبح عنتيل البغال جمعاً، الذي استطاع ان يجد سبيلاً في الليل في رحم زوجته، و فجاءة بعد أيام و صبر طويل وجدنا اول من ولد في تاريخ البغال منذ نشأتهم في المزارع.

و الأسطورة الأخرى هو ان هناك بغل بيننا منذ ولادته ينتظره كُل بغل و مزارع في العالم حينما يفعلها، حينما يجد الزوجة الصالحة لكي يجيب عن اسئلتهم، هل يمكنه ان يتفوق على ابيه؟ هل يمكن لهذا البغل ان يكون هو بداية سلالة جديدة تستطيع انتاج افراد جُدد ؟ هل دون ان يدري هذا البغل، بينما يمارس الجنس لكي يخفض حرارة جسده، يحمل فوق ظهره مستقبل البغلية كلها، و تحته زوجته المتألمة الغارقة في النهيق تتحمل ذلك من أجل غد افضل؟

ام ان الحقيقة ان هناك بغلة قد استدارت امامه و هو عائد من المزرعة فانتصب قضيبه و مضى إلى بيته و فعل فعلته و ذهب لينام على التبن دون البحث عن أي شيء سوى بغلة تشبه شاكيرا في أحلامه او هيفاء وهبي او روبي.

تخيل ان هذا البغل مثلاً قد انجب 4 افراد ذكور، هل يعني ذلك ان الذكور من البغال يأتون من زواج بغل ببغلة، و البغلة تاتي من خطيئة عشوائية بين حصان و حمار، و يُصبح هناك أمة تملك ضغطاً على امة البغال، حيث ان البغال لو اعترضوا على مصالح الحصان فلن يجتمع بالحمارة وهكذا لن يكون هناك انثى لكل بغل عائد من المزرعة و لديه قضيب منتصب؟

هناك أسئلة كثيرة للأسف مثل هذه قد اطرحها و رُبما انت الأن لديك قدرة على ان تجد أسئلة جديدة، لكن يا عزيزي بالرغم من كل هذه الأسئلة التي نطرحها نعلم ثلاث أشياء، و هم قلب الموضوع.

اول شيء ان البغال لن تلد في أي يوم في المستقبل، بالرغم من ذلك امتلك عقلنا اليوم قدرة على ان يتصور مجتمعاً كاملاً من البغال وأحواله وأموره كلها، و اقمنا حضارة كاملة و أمة بكل اوصافها في اقل من نصف ساعة، هذه ميزة البشر عن البغال.

ثاني شيء ان اليوم الذي سيلد فيه بغلة سيكون يوم شؤم بالنسبة لي، ذلك لان البغلة ولدت والسياسيين العرب لم يتبدلوا في أي شيء، و الأقتصاد لم يقم له قومة، و الحياة لا تزال غير منطقية حتى انني احمل أبناء البغال وليس فقط يمكنني قراءة اخبارهم.

ثالث شيء هو ان الحديث عن البغال امر ذو قيمة و رسالة اكثر من الحديث عن معتز مطر او عمرو اديب، انت خوضت التجربة بنفسك، هل يمكنك ان تقول لي فائدة في الحديث عن مروجين اشاعات اكثر من قيمة تخيل مجتمع من البغال؟