أنثى المجاز على حدود النشاز..
هيام فؤاد ضمرة..
هذه أنت أنثاي قد كوّنتْ تفاصيلك تخيلاتي، وخطت بسود المداد إذكاءات أفكاري، وظلّ طيفك يُداهمني بكرى ليلي وسرى نهاري، فكوني مُلهمة شعري، وكوني مرواد عيني يُكحل أحداقي، أريني قامة هيفاء مدّت ظلالها في خاطري، لتثير نبضي وتخرق قرط سمعي في أنماط مداركي، كيما أسمع دبيب أقدام لطالما عزفت لحن نقرها، تبعثر مع الشوق حروف المنادى، وترعى شجوني كلما أحيت معنى ودادي، فذاك القلب أمسى حطباً سريعا يشبّ مُذكيا أحوالي، وذاك الشوق يُنازل دُجاي على شطآن الهوى ليرتشف ريحاني، ومثلي ليس يضام طيفاً يشاركني ليل السلام بأحلامي، ومثلي من تزرع غابات الندى بسطوة إزهاري، هي طقوسي في تردد حماسي وهي اندفاع اقترافي.
أنثاي أنتِ وإن غافلتني أحلام الرُبا، وكبلّت مشاعري بأوراق السّراب، أعانق صمت الغسق في عجلة من أمري، وأشدو كلام غزلي على أوتار احتراقاتي، والبدر يطل إليّ من كوة الثغر باسماً فيا لجمال أشواقي، هيهات أعيش غواية حلمي والبرد يأكل أطراف نحولي، ويدون في سقمي انهيارات أكداري، فمن بالروح ملاذ سحري ليتنفس رحيق أنفاسي، إذا ما مر ظلك أمامي فاحت نسائم الريحان وتزنرت بساحل الشوق نبضاتي.
أنثاي أنت والمنى وأحلامي ما شابت صبابتها، وليال الصبّ في رأسي ما عادت تعيش نبوءة إلمامها، ولا حلت بداخلي فيوض أراقت موجي واحدثت فيضانها، فيا موج مشاعري تقلبي على شطآن نبضي، ودوني سيرتي على سطح الماء لاعتناق إلهاماتي، هي بصمتي ولوعة البوح تواري نزف بناني، هي عناني وهذه أكناني والصمت أبلغ تضارعاً بالإياب، فيا رونق البراعة في زمن الخلود اقتربي لخوابي ذاتي، وأعلني أنسام الوجد بلا قيود لنحتفي بالخلاص.
أنت أنثاي للمجاز صنعتها، ما تاهت عن قواميسي حتى صارت بالمعايير قانون الأنفاس، وأنت تتوجين حوضي تبركاً وأنت تعطرين جذوة الجنائن والرسومات، لا تشربي مياة الغدير إلا ثلاثاً واقرئي دعاء البرّ كي تعظمك مكنوناتي، أهواك مذ عزفت أيقونات السماء لحن الجوى لينثال في لحني الخيال بالتهيؤات، إني بالغواية فيك أضعت قافية شعري وأزحت للبعيد أوزاني، وما زلت أدوْزِن لحن نبضي على فنن طيفك، وما زلت أهوى ليل الكرى لأهدهد بطيفك أحلامي، فما أقسى الهوى بطيف مجاز كفسيل المُحال في تربة العصيان، أسوق أخيلتي في أقبية ذاتي واتركُ للواعج القلب وهن إغراق، يا شوقاً تطوع شجني، يا عشقاً رونقه من أعماق الخيال مجازات، فكل الأشياء تبدو ناصعة ما دامت لم تقاربها أغبرة الحكايات، فأنت في وجودي عشق المُحال ضفرتها جديلة على صدر حسناء تأنس الأمنيات.
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية