كان اليوم ممطراً بامتياز ...فدموعي كانت تنهمر منذ ان بزغ فجر هذا اليوم ...كانت تنهمر دون ان اعرف لها سبباً ولكنها هذه المرة كانت توجعني ..تؤلمني ..كنت اشعر بحرقتها في عيني قبل ان تتساقط على وجنتاي ...ورغم ذلك احتسيت قهوتي واتممت اذكاري ووردي الصباحي وتهيأت للخروج كان لدي موعد مع احدى قريباتي في مدرسة الصم والبكم ..وفي سيارتي كنت اتقصد ان اسمع الاغاني الحزينة وكأنني أقول لقلبي لا لاتتوقف عن البكاء بل استمر واستمر ..وصلنا ودخلنا المدرسة واستقبلني احد الطلاب الصم وهو يلقي علي تحية الصباح بحركات يديه وشفتيه وعينيه ...تحيةً القاها في شغاف قلبي الحزين ليزيده حزناً وزهداً في هذه الدنيا الفانية ...في هذا المكان وبين هؤلاء الطيبين الصم والبكم المكسوري الخاطر يتجلى الله عز وجل بكل رحمته وعظمته ليقول لك : انت بخير فاحمد الله تعالى ...اقترب احد الاطفال الي ورآني ابكي فأشار بيده على فمه وابتسم فهمت عليه انه يريد ان يقول لي ابتسمي ...ابتسمت له وغادرت المكان وانا احمل في عقلي باطني مشاعر لا استطيع ان اصفها لانني فعلاً لا اعرف ماهي ...
نحن الان في الطريق الى البيت ...باقي ساعتين ونجتمع معاً انا واخواتي الحبيبات وباقي العائلة للتهنئة بعيد الام ...الحمد لله لقد بدأت تمطر فرحاً بعد ساعات البكاء والحزن ...رؤية من تحب وحده كفيلٌ بأن ينقلك من حالٍ الى حال افضل منها وان يمحو من قلبك كل حزنٍ وألم فما بالك إن كانوا محملين بأجمل الورود والهدايا والابتسامات!!!!! شعورٌ جميل لايوصف لذلك جعل الله تعالى من مزايا الجنة ان يجتمع فيها الاحباب والاخلاء لاحرمنا الله منهم لا في الدنيا ولا في الاخرة ...
اجمل هدية تلقيتها هذا اليوم كانت من اصغرهم ( ابنة اختي ) رسمتني بطريقة مضحكة غريبة وشعري كما قالت هي ( مقانق ) ...يكفيني انها قدمت لي ( جهد المُقِل )
كلٌ منهم حاول شكري وتقديم مشاعره بطريقة مختلفة عن الاخر ولكن كمية الحب والعطاء الذي تلقيته اليوم منهم جعلت حالي بعد ذهابهم تمطر من جديد ولكنه هذه المرة مطر مختلف وعدتُ للبكاء من جديد ....قلت لكم ( انه يومٌ ممطر )
-
لينا عبدالله نجمةكاتبة حرة...