محاولات بائسة لإسكات ضميري
سوريا يا جرح الأمة
نشر في 07 يناير 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أفتح عيني أبحث عن هاتفي, ألقي نظرة على حسابي على "الفيسبوك", يا الله ما هذه الصور التي أبدا بها يومي, أحرك يدي سريعا إلى أسفل الصفحة, لا لا أريد رؤية مزيدا من تلك الصور البشعة.
هذا غير معقول هل لا يوجد في العالم شئ أكثر رحمة أستطيع الاستيقاظ عليه بدلا من صور "مضايا", إذا فلتذهب إلى الجحيم يا "فيسبوك", لدي حساب أيضا على"توتير" من الممكن أن أجد شئ أكثر بهجة يزيد أملي في بدء هذا اليوم البائس.
أفاجأ أن توتير ليس أفضل حالا من الفيسبوك, إذا ما الحل؟ هل لا يوجد مهرب من ضميري الذي يأنبني؟
فأنا أكل وأشرب وأستيقظ وسط عدد كافي من البطاطين التي تنزل الدفء بجسدي, ومازالت ساخطة على تلك الحياة المملة التي أعيشها, بل الأسوء من ذلك ماذا قدمت لهذا الطفل الذي صعد روحه بعد أن تضور جوعا, يعلم الله وحده كم استمرت معاناته حتى يلقى ربه.
هذا الشيخ بصورته التي أشبه بالشبح, أعتقد أنه لو تم تصوير تلك المشاهد ضمن فيلم سينمائي, عن ما تحدثه الحروب في شعوبها لن أكاد أصدق؟
أكاد أتخيل ما سيقوله هذا الشاب الذي لم يجد حتى فتات الطعام, لإنقاذ روحه, عندما يقابل ربه, دائما ترن في أذني, تلك الجملة الصادقة التي قالها الطفل السوري قبل وفاته "سأخبر الله بكل شئ".
ما لقذارة هذا العالم وانحطاطه وبؤسه, حقا إني امقته وامقت تلك الحقبة الزمنية الكئيبة التي بكل أسف أحيها وأحيا مواجعها وآلامها, والتي يطل فيها الموت كضيف دائم ثقيل الظل لا يفارقنا.
ماذا أقدم هؤلاء الأطفال ليكون هذا مصيرهم, كيف نقتل هذا الحلم البرئ ونحن نقف متفرجون, كيف نصنع جيلا من المرضى النفسيين والمشوهين وعدد لا بأس به من الإرهابيين.
نعم إرهابيون لا تلوموهم, بل لوموا أنفسكوا, تركتموهم يموتوا في صمت, أغمضوا أعينكم عن صورهم, على أقصى التقدير ضغطت على ""share, مع كام عبارة لا تسمن ولا تغني من جوع.
حتى رسالتي تلك لن تكون ذات أهمية, وفي هذه اللحظة يتضور آلاف جوعا, ويستقبل رب العباد أرواحا آخرى عانت أياما ليست بالقليلة.
يا الله ألهمني الحل, أو أمت ضميري إلى الأبد!
-
Rahma Daighamلا تتسرع في الحكم علي يا صديقي.. فما زالت أعافر وأتعلم