حيرة القلب الخول
لعنة الله على الحب. يسعد المحبين في لحظة، ويمرمطهم في لحظات أخرى
نشر في 21 أبريل 2022 .
لليوم الثاني لم نتحدث. اختلفنا، تخاصمنا، وحدث هذا دون أن أدري كيف ولماذا، وإلى أي مدى سيطول هذا الخصام. ما زالت مصرة على موقفها، متمسكة بعنادها. ومازلت متبنيّاً نفس موقفها من العناد، رغم أن الحنين إليها يعتصر قلبي. طيب.. وماذا بعد؟ هل سيظل كل منا يختبر صبر الآخر؟ أعترف أنه فاض صبري والله، وقلبي يمزقه الاشتياق. لكن شيطاني الذي ركبني - لعنة الله عليه - يأمرني بالصبر، أو بالاستمرار في العناد لو أردنا وصفاً أدق، ممطراً عليّ - كلما لنت وضعفت وهان جَلَدي - شتائم وأفكار وتشكيكات في نفسي، تجعلني أعدِل - حزيناً - عن ضعفي وليني.
لا أريد أن أسمع صوت أي شخص يكلمني. مزاجي معكنن ولا أريد أن يزيد في عكننته أحد. خلقي أضيق من خرم الإبرة. وكلما وجه لي أحد الكلام، لعنت ميتين أمه في سري، منتهكاً حرمة الشهر الفضيل، مستغفراً بعدها. لا خلق عندي للكلام والرغي. ولا أريد سماع أي صوت، غير صوتها.
لعنة الله على الحب. يسعد المحبين في لحظة، ويمرمطهم في لحظات أخرى.
سمعت أحد الصالحين الطالحين، الذين مرمطهم الحب وضاعوا في متاهاته وذاقوا ويلاته يقول معبّراً عن لين قلبه الذي سبب له تلك المرمطة، أن قلبه: خول. مفسّراً هذا الوصف بأنه قلب لا يهش ولا ينش، ضعيف كسير ناحية من يحبه. لذلك فهو يستحق كل ما يجري له.
أريد أن اكلمها، أن اقول لها إنسي كل شيء، بحبك، الصلح خير، وليس لنا إلا بعض، سامحيني، أشتاق لحضنك، أشتاق لك، أشتاق لكل شيء معك. وكلما هممت بأن أكلمها يوقفني شيطاني ويسألني: ماذا لو كان ردها متحفّظاً بارداً؟ فأُجيب: لشعرت بسكين يطعنني في قلبي.
فهل أنا قلبي.. خول؟!
.
اللوحة للفنان: عبد الناصر الحوراني
-
خالد سليمشاعر وكاتب مصري