افترقنا بالأمس دون كلمات
لم ننشد معا أغاني المساء
وتردد الصبح أمام قطار الساعات،
وهو لما يسمع "صباح الخير" منا
أين أنت الآن وماذا تصنعين؟
وهل يهمني؟
قد ترفلين بثوبك الأبيض في الحديقة
تختالين بين الأزهار الحمراء والصفراء
وهي تتسابق للفوز منك بلمسة رقيقة
تجلسين لتفكري...وعادتك أن تفكري بعمق
ترقبين العصافير وهي تحوم حولك
وتؤدي طقوس الانتشاء بعطرك
تسائلين نفسك....لعله كان بينها الآن
ربما هو ذاك الذي يقفز على الأغصان
أو ذاك الذي يقف على النافذة
ويتأملني بعينه الداكنة
لا لا يا عزيزتي! أنت مخطئة هذه المرة
انظري فوق سقف تأملاتك، تجديها محض أوهام
أنا ما سهدت من أجلك بالأمس
ولا طاردت فراشاتك في عالم الأحلام
لا لا يا عزيزتي! ما فكرت فيك قط
ففي الصباح كان لي لقاء مع إله ماشن المثير
قلبت بعض المقالات القديمة
ولما أقبل المساء ببرده،
بحثت عن جوربي الذي اختبأ تحت السرير
فترين إذن أن اليوم مر بي
دون أن يهمس لي باسمك
ولم قد أشغل بك؟
لطالما بكت إليك نفسي في مضاجعها
فأبت يدك الجميلة أن تهدهد شوقها
ولا أنشدت لها بصوتك العسلي تهويدة لتنام
أنا الشقي بحبك المستهام
كل ليلة، تذكين بجمرك مواقدي
تخالين أنك تنشرين الدفء في مجلسنا
لا لا يا عزيزتي! أنت فقط تحرقينني بشدة
تعدينني بقبلات الحب، وتخلفين
وأهرب، وأهرب منك بعيدا
"ولكن لا تتأخر"
تقولين، ثم تنسين أنني خرجت
أطوف في الليلة الباردة على حصباء الطريق
وأشكو لخالقي المحتجب منذ الأزل
تمر ساعة أو أكثر
تتعب عيناك من تأمل اللهب،
ويزحف إلى أوصالك الملل
تتذكرين أنني لم أعد بعد
"أين تراه قد ذهب هذا الصبي المشاكس؟!"
تفتحين الباب وتنادين باسمي...
ولا مجيب
لقد رحلت عنك أنشد الدفء والسلوى
في دجى الشتاء الرهيب.
22/12/2019