منذ بدايه الثورة الصناعية والتطورات التكنولوجية السريعة التي بدأت في القرن الثامن عشر، فرضت علي الكون حركة سريعة كل شئ أصبح ينتج بسرعة كبيرة؛ وبدور إنسان العصر حاول أن يجاري تلك الماكينات فزاد ثمن الوقت لديه لانه إن لم يسارع الوقت سيسرقه ويخسر كل شئ، فاحدثت لعنة زياده الامكانيات والتسارع من أجل البقاء والتميز في عالم يتنافس على سرعة الإنتاج والعمل والثورة على كل ما هو قديم وبالي وبعد أن كانت تنتج الحياة ماكينات تساعد البشر في قضاء حياتهم بشكل أكثر سلاسة أصبح العالم ينتج بشر يساعدوا الماكينات على زيادة سرعة عملها فلم تعد الماكينة خادمة للبشر بل أصبح البشر مجرد عاملون على تلك الماكينة.

لعنه الإنسان الالي

عند صناعه الإنسان الألة وتطوره إلى أن يصل إلى الكلام ومحاولة جعله يقوم بعمليات معقدة و برمجته على المطلوب منه فقط مثل العمل في تنقيب الألغام وغيرها من الأعمال الشاقة على الإنسان وكانت فكرته هو صناعة إنسان يعمل إجباريًا على عمل خطير غير مناسب أدميًا للبشرالحقيقيون؛ لكن تحول الإنسان الالي من جهاز ليصبح فكرة او غاية لانتاج بشرًا حقيقيين ليقوموا بالمهام المطلوبه منهم فقط لنري اليوم ما وصلنا اليه أن الإنسان وهو يعمل على المطلوب منه فقط تحت قواعد وضعها الممول وأن يلغي عقله تمامًا لتنفيذ ما يُطلب منه فقط حتي يتقاضي أجرًا يوفر له إحتياجاته ويوظف أخرون يعملون على تلك الإحتياجات فيستخدم هو بدوره دور الممول لأشخاص أخرون ليفعلوا ما يؤمرون به.

Bicentennial man movie 1999

و بعد ان ذابت الفوارق بين إنسان العصر الحديث والإنسان الاله جاء فيلم الخيال العلمي (رجل الذكرى المئويه الثانية) لينتج في أواخر القرن العشرين ليضع لنا تلك القواعد مره أخري ويعيد تأويل الفروق بين الانسان الحقيقي والإنسان الاله وكانت من ضمن تلك الفوارق الشعور وتعبير ملامحه على مشاعره الداخليه والتحرر من مالكه وأن يكون لديه شكلًا إنسانيًا فريد من نوعه لا يشبه أحد فكان على ذلك الإنسان الاله الذي كان لديه رغبة في التحول لبشر أن يملك شكل إنسان بشري فريد من نوعه وأن يشعر ولا يصير عبدًا لأحد و في نهاية الفيلم بعد أن حقق الصفات البشرية تم الإعتراف به أنه أصبح بشريًا بشكل رسمي؛ وبعد ما يقرب من عشرين عامًا تكررت تلك الحادثه لكن هذه المره في الحياه الواقعيه لتاخذ صوفيا الانسان الالي الجنسيه السعوديه لتصبح مواطنه لها حقوق وعليها واجبات.

The Employment film 2008

ودارت السنوات ليتم إنتاج الفيلم البلجيكي القصير بعد تسعه أعوام من إنتاج الفيلم السابق يدعي (الموظف) ولكن بعكس الفكرة تمامًا وهي صورة لبشر حقيقيون أصبحوا الات وتخلوا بأيديهم عن تلك الفوارق التي تم عرضها في الفيلم السابق يعملون كل شئ بدون تعبيرات وجه اوشعور تحول كل وظيفة لشكل واحد فقط من تصميم الشخصيات فلم يعد لأحدهم شكل خاص به او شعور وأيضًا تخلوا عن فكرة الحرية ليصبح كل منهم عبدًا للأخر وبهذا نفوا عن أنفسهم صفاتهم البشريه ليصبوا الات تتحرك لتفعل ما تؤمر به.

ننوه أن الفن دائمًا كان وما يزال تلك المرأه العاكسة للحياة والمشاعر الإنسانية واحيانًا للأحلام او الامنيات لكن في عالم خالي من الأحلام والشعور عالم نتحرك به مثل ألة لها دور محدد، فهنا تعكس المرأه الفنية صورة تدخل الرعب في قلوبنا من ذلك التغير غير الأدمي، صورة حزينة درامية لا تعطي سوي مزيدًا من الحزن.