يسوقُ لك الله قلبا محباً من أقصى الأرض كي تطوي لك صفحةً ماضية وتعلمك أن تتقدم للأمام من دون سابق معرفة أو ميعاد ..فتطمئن وهذا الشعور يعطي احساس بالأمان ثم التقدير و الإحترام فتؤمن بنفسك وتتغير وتدرك في تلك اللحظة آية "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48)
تصبحُ متناغم مع نفسك وتعيش الحالة الملكية لا تساوم راحة بالك على تشويش بعض الحمقى وتكتفي بمن تُحب فتعتلي روحك لمقام أعلى وتغطي سمعك وبصرك على من لا يُصلحك ويفيدك في دينك ودنياك فتعلم أنَّ الله سخر لك حبَّ نفسك ورضى عن حالك مع رغبة التغيير للأحسن فتستقيم تارة وتتأرجح بين ذنبك تارة أخرى لكن المؤكد هي مخافة الله ..
فعندما يرزقك الله حبَ نفسك بعيدا عن أي تشوه كالإغو و الغطرسة تعلم أن الوحدة مع نفسك محبة لنفس تغنيك عن القيل و القال و تستشعر معها حقيقة نفسك ثم الناس فتساعدك على أخد قرار أو خطوة فلسنا جاهلين حين نغادر أحدهم ولكن نفسك تحتاج للإلتفات إليها كلما بعثرك الفقد أو الوجع
فعندما تدرك قيمة نفسك تكفُّ عن إهدارها في أي شئ أو مع أي شخص فتنسحب عن العلاقات المؤذية وتهربُ من قاع المحادثات فتعاشر باقي الناس بالحسنى و لا تتوقع أي شئ من أي أحد وأغرق نفسك في أمنياتٍ و توقعاتٍ مع الله فقط فلا يمكن أن يكون سندنا ضعيف بل قوي فتشعر بالسكينة لأنك تلجأ إليه فقط .
فالمسرف في عاطفته يخسر دائما إلا مع الله فمعه صفقة رابحة وتعامل معه غير مكلف ولا مصطنع فيكفي صدق الكلام و نوايا رغم أنه يملكه بين يديه يقلبه كيفما يشاء إلا أنه أرحم الرحمين فعند الحزن إتكئ بكل ثقلك على الدعاء فيكرمك الله بالإجابة فيسوق لك قلبا جديدا كأنك ولدت من جديد فمع كل إجابة ولادة جديدة وتغير للأفضل فتخطو رغم الصعاب وضجيج من حولك إليه فيستجيب ثم يهديك قلبا جديدا يدفعك للمحاولة ..
ثم تحتاج إلى أشياء مفاجئة ونومٍ عميق و إلى السفر و الضحك و الرقص فتصنع أشياء تصنع الإبتسامة على وجهك و تعيش تفاصيل سعيدة كإهداء كلمة حلوة أو تقبيل نفسك كل صباح فتحبَ نفسك وقد يستغرق الأمر عام او أسبوع أو يومان او للحظة وربما يستغرق عام من العزلة حتى توقن أن لا أحد سيبالي فتبادر إليه ثم تعيشُ تفاصيل هذا الحديث :
عن أنس بن مالك وأبي هريرة -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل- قال: «إذا تَقَرَّبَ العبدُ إليَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إليه ذِرَاعًا، وإذا تَقَرَّبَ إليَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وإذا أتاني يمشي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».
إن حب الذات هو حب الإنسان لنفسه، ولأي شيء آخر لأجله، وحياة الإنسان كلها ليست إلا ممارسة متصلة لهذا الحب وتحريضاً قوياً له.
-
ابتسام الضاويكل كنوز الأرض لا تساوي راحة بالك