فى المقالة السابقة تحدثنا عن بعض النقاط والتى يمكن أن تساعدك كشابٍ للمضى قدما فى حياتك والتقدم بها سواء كان على المستوى الشخصى أو العملى وإن لم تكن قد قرأتها بعد فيكمنك قرائتها الآن الشباب .. الشباب .. الشباب (الجزء الأول) لتتابع معى اليوم بضع نقاط اخرى ليست أقل أهمية مما ذُكر سلفاً فأعرنى إنتباهك قليلاً .
5- اقرأ :
القراءة بالطبع هى منارة للثقافة وأعتقد أنك تعرف ذلك حق المعرفة وربما قرأت كثيرا من المقالات التى تتحدث عن نفس النقطة وتعدد ما لها من فوائد كثيرة ولكنى ليس بصدد سردها الآن فاليوم أريد أن ألتمس ناحية اخرى من نواحى القراءة والتى –عن تجربة- ستفيدك كثيرا على المستوى العملى بعكس ما يتوقع البعض من أن القراءة فقط للثقافة ولكن للقراءة الكثير من الفوائد الخفية والتى فى رأيى هى أكثر أهمية من تلك التى تتحدث عن الثقافة أو جنى المعلومات فالقراءة تغذى جميع نواحى فكرك تجعلك شخصا اخر، شخصا يستطيع تكوين رأى، يمتلك فكرا مستقلا يواجه الصعاب بطريقة مختلفة يستطيع أن يخرج بأفكاره خارج هذا الصندوق المغلق والذى يوضع فيه عقلك من بداية دخولك هذه المراحل التعليمية المملة ويبقى تأثيره حتى بعد انتهاءك منها، القراءة هى ملاذك الأخير للهروب من ذلك الصندوق وفى إعتقادى أن ذلك مطلب أساسى لمن أراد الرقى بمستواه العملى. بإختصار القراءة تميزك من بين أقرانك وتجعلك محط أنظار من يبحث عن شخصا استثنائيا. والآن هل عندك شك فى أن القراءة سترقى بمستواك العملى؟ إن راودك ذلك الشك فابحث عن شيئا مشترك بين كل رجال الأعمال الناجحين لا أعتقد أنك ستجده شيئا غير كونهم قُراء بغزارة.
6- بإمكانك التدوين :
فى بداية الأمر وجدت أن تدوين ما أريد قوله ومشاركة الناس به شئ صعب ، عندى الكثير من الأفكار والكثير مما أريد أن أصيب به إفادة إلا أنه مازال محاصر داخل عقلى يكاد ينطق به لسانى ولكن التردد والخوف يعوقانى فبوضع مقالاتك للعامة أنت تضع نفسك محل النقد المباشر وما عليك إلا أن تتقبله ولكن ما إن كسرت هذه الحواجز إلا ووجد نفسى مستسلما لسيال أفكارى أنشر منها ما استطعت. أذكر ذلك لأنى أردتك أن تعرف أن ما من هؤلاء الكتاب أو المدونين من هو خارق للعادة فجميعهم بشر مثلك ويمتلكون من الأفكار مثل ما تمتلك ويواجهون من المخاوف مثل ما تواجه غير أنهم قد تمكنوا من عبور هذا الحاجز العائق بين عرض أفكارهم للناس، ستفيدك التجربة بالتأكيد وتضيف إلى خبراتك الكثير وستعزز من ثقتك بنفسك ليس عليك أن تخاف النقد بل عليك أن تتبنى ما هو بناء منه وتنظر له بعين حكيمة وإنى أعلم علم اليقين أن لديك الكثير لتقدمه فكل منا لديه ما يميزه وما يستطيع تقديمه لغيره لتعم الإفادة على الجميع.
7- قم بالتطوع :
العمل التطوعى شئ فى غاية الروعة ، لن تتخيل كم الخبرات التى من الممكن أن تكتسبها من خلال قيامك بالتطوع فى عمل أيا كانت طبيعته فقط القليل من الوقت ستقدمه دون مقابل وستشعر بعدها بسعادة تغمرك خاصة عندما تحقق إنجازا أو ترى بسمة على وجه شخص شعر بما قدمته له ستمر بالكثير من التجارب وتكتسب الكثير من الخبرات وسيكون لديك الكثير لتحكى عنه .
8- تعلم شيئا جديدا :
نعلم جميعا أن سوق العمل الآن يتطلب الكثير من الخبرات ولا بأس أيضا من بعض الشهادات الأضافية فهو للأسف لا يكتفى بشهادة تخرجك وحدها ولا يعطيها قدرها، إذا ما تريد الآن هو النمو بخبراتك الأكاديمية والعملية وذلك يمكن تحقيقه عن طريق الكثير من الدورات التعليمية وورش العمل ما يكلف الكثير من المال ولكن الآن بإمكانك تحقيق ذلك بسهولة عن طريق ما يعرف بالـ MOOCs وهو إختصار لتقنية التعليم الذاتى عن بعد، فإن أعاقك النظام التعليمى العقيم من دراسة ما تحب بإمكانك دراسته الآن وإن أردت التقدم لوظيفة تحتاج لإكتسابك مهارة معينة فالمجال أمامك مفتوح بإمكانك تحقيق ما تحلم به الآن فقط إن امتلكت ذلك الشغف والإصرار على تحقيقه . من أشهر مواقع الـMOOCs هم coursera , edx , harvadx , udemy , khan academy ومحرك البحث الكبير Redhoop .. وللغة العربية موقع رواق ، اكاديمية التحرير ، اكاديمية ملتقى الدارين .
والآن قد وصلنا إلى نهاية مقالتنا وأرجوا أن لا أكون قد أهدرت وقتك معى دون إفادة ، هذه النقاط على سبيل السرد لا الحصر ويمكنك إضافة ما تراه مناسبا لك ولكن الأكثر أهمية هو التطبيق فبدونه ستكون بالفعل قد أهدرت وقتك فى قراءة هذه المقالة دون فائدة تذكر .
وفى النهاية إن أعجبك المقال فشارك به أصدقائك ...
-
مصطفى احمدحاصل على البكالوريوس من كلية العلوم قسم الميكروبيولوجى ومترجم فى مجلة Science Shop اعشق القراءة مهتم بالعلوم الحيوية وعلم النفس واتطلع لنشر الثقافة وإثراء المحتوى العربى .