لم يعد لدي الكثير من الإختيارات ..إما أن أطفو و إما أن أغرق أكثر
نظرية الوسط لم تعد تروقني ..
هالة من الفراغ تنمو بداخلي و تتسع أكثر و أكثر ..
لم أعد قادرا على القتال ..و لا على حمل ذلك القلم ..
تتهاوى بداخلي الأحلام و كل ما أفعله هو التحديق إلى الركام ..
جسدي يضعف كل يوم ، و لم تعد لي شهية بالأكل ..و لا بالنوم ..
لست مريضا ، فقط محطم القلب ..
رجل أربعيني قال لي بالأمس أنه يؤمن بي و بنا نحن شباب هذا الوطن ..
قال أنه يرى الأمل فينا مثل ضوء الشمس ..قال الكثير عنا ..كان فخورا بنا و هو يتحدث ..سعيد ...و معجب بإقدامنا و شجاعتنا ، مولع بجرأتنا في التصدي للصوص الوطن ..
كنت أبكي بداخلي و هو يتحدث ،كانت كلماته تجبر كسورا ، و تغلق ثقوبا بقلبي ..
قلت أني فقدت الأمل ..و لا أظن أننا سنحقق شيئا مع الطغاة بهذه الأرض ..نحن مجرد ذباب أمام شباكهم المتينة الواسعة ..نحن مجرد خراف قدام سكاكينهم الحادة ..
قاطعني ..و صرخ في وجهي ..
رجاءا ..لا تقل هكذا ..
سياستهم كانت و لازالت هكذا ..يجعلون من أنفسهم ملوكا ..أما نحن ، فدائما ما يمنحوننا دور العبيد بكل مسرحية يقيمونها على خشبة الوطن ..
لستم ذبابا و لستم خرافا ..أنتم أبناء المجاهدين ..أنتم الأبطال ..
أنتم حجر الأساس بأرض الشهداء ..
انتم المستقبل ..انتم الماضي و الحاضر بتفاصيله ، أنتم الأمل ..أنتم الوطن و أنتم الراية التي ترفرف في أعاليه .. نحن نعلق عليكم الكثير من الآمال ..و نرجو منكم أن تحققوا و تبلغوا ما عجزنا طوال سنوات على بلوغه ..
فلا تخيبوا ظني ..
واصلوا ..و لا تستسلموا ..
غد مشرق ينتظركم ..فلا تسمحوا لهم بإطفاء الضوء بأعماقكم..
كونوا أبطالا ..كونوا نوفمبر آخر .. شعلة متوهجة و ثورة أخرى ..
ثورة الحرية .
#الجزائر
#عبد الغني موساوي
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي