بدأت رسائلُه تقِلّ، و بدأ الاتّصالُ بينَنا يضعف.
فأجِدُني أُطمئن نفسي بكونه منشغلٌ فِعْلًا بالدّراسة و التّحضير لامتحانِهِ، فلا يجِدُ وقتًا لإرسالِ رِسالةٍ حتّى.
إلّا أنّ طمأنتي هذهِ تُخيفُني، أخافُ خلقي الأعذارَ له. لماذا؟ هل فعلًا أصبحَ يهمّني أمرُه؟ هل لرسائلِه اليوميّة السخيفة تلك التّأثير الكبير على يومي؟
نعم.. أعتقد ذلك.
فَقَد ألقَيْتُ القبض على نفسي متلبِّسةً و أنا أسترق النظر لشاشةِ هاتفي المظلمة عَلَّها تضيءُ لتنبّهني لوصول رسالةٍ منه. و اكتشفتُ كذلك أنّ سعادةً عارمةً تدبّ في أنحاء جسدي و قشعريرة تنتابُني حالما تصلُني رسالة منه، مهما حاولتُ مُكابرة أو إنكارِ ذلك الشّعور إلّا أنه موجود.
أنا أخافُ ماجِد، أخافُ تأثيره الكبير و السّريع عليّ..
أخافُ من أن أتأمّل بِلا جدوى. و أخافُ من احتماليّة أنّ قلبهُ مازالَ ملك عائِشة، حبيبتُه السّابِقة.
أنا لا أكرهُ عائشة، حقًا لا أكرهُها.. و لكنّني أجِدُ نفسي أحيانًا أغبِطُها بيني و بَيْنَ ذاتي على مسكِ يده لها في السّابِق، على كلمةِ "بَحِبِّك" الّتي سمِعتها مِنه، على تسميتِه لها بِ "حَبِيبتي". أغبطُها حتّى على خيالِها المحقّ -حينها- في إكمالِ حياتِها معه.
و لكنّ أكثرما يُخيفُني، أكثر حتّى من فكرة الأمل الكاذب هذه، هو خوفي من الفشل. خوفي من فشل علاقَتِنا لو تطوّرت من الصّداقة للحُب. و خوفي من المُحاولة أصلًا. فكُلّ ما أعرِفُه هو أننّي مُعجبةٌ بِطولِه، بطموحه، بيديْه، ب"جدعنته" و رجولته معي و أنّه "بيسدّ ف أي موقف"، دعمه المتواصل لي، إيمانِه بي و ثقتُه في نجاحي.. لكنّي أجِدُ نفسي عاجزة عن تحديد ما إذا كان شعوري هذا يُكيَّفُ على أنّه حُبٌّ أصلًا..