منذ اكتشافي لسر الروايات و أنا أحاول على الأقل أن أحبوا في طريق الانسانية في طريق الحب في طريق الرحمة، طريق لم و لن تستطيع جميع حكومات الأرض أن تفرض عليه حدود دولية و بطاقات تعريف وطنية و كلمات واجب عليك ترديدها على الأقل جهرا، و الله و حده يعلم ما في سرنا هذا إن لم يتطور العلم لاكتشاف ما تفكر فيه بالضبط و بما ستفكر فيه في المستقبل...أولا تأكد أنه ليس لي دخل في هذا العيد لعدة أسباب، من بينها أن فكرة هذا اليوم على ما أظن اخترعتها شركات بطاقات التهنئة أو متاجر الهدايا أو محل لبيع الزهور لِتُسَوِقْ منتوجاتها و هو بالنسبة لدارسي فن التسويق Marketingشيء جد جد ذكي و يستحق التقدير ، ثانيا لأنه يتمحور حول فكرة الحب بين شخصين و انا حبي يفوق الانسان يمتد لحبي للحياة، و السبب الثالث و الأهم لأن هذه الكلمة فقدت جوهرها و قيمتها بترديدها لكل من له فقط لسان...دون وجود لسان العقل و القلب، و أظن أنه لو كان للكلمات صوت مسموع لتبرأت منا في الدرجة الأولى ثلاث كلمات: الوعي، الحب و الحقيقة...لكنه(يعني عيد الحب) فرصة لكي أكتب عن حرفين يشكلان مشكل و حل في نفس الوقت، فرصة ليس للاحتفال في المقام الأول بل في البحث عن حقيقة هذه الكلمة في نفوسنا أولا ثم لمن يخبرونا بها ثانيا، فرصة لمن يريد أن يجدد حبه لخالقه و يتأكد أنه إن أراد الدخول في رحمة و حب الله فيجب عليه أن يحب و أن يكون رحيما مع من خلقهم الله، فرصة لكي تتأكد بأن حب قيس و ليلى موجود فعلا في زماننا لكنه بفرق بسيط أنه واقعي يرى الأمور على حقيقتها، فرصة لكي تبحث عن أنواع الحب التي وضعها جبران خليل جبران، وهو تعريف و تقسيم لم أقرأ الى حد الآن أجمل منه...فرصة لك أيها الرجل لتقرأ عن الملك إدوارد الثامن و زوجته الأمريكية واليس سمبسون، الذي تنازل عن العرش عام 1936 لكي يتزوج بها كون أعراف الأسرة المالكة لا تسمح بزواج الملك من مطلقة، و فرصة لك أيتها الأنثى لتقرئي عن قلعة ونسبرغ الألمانية التي احتلها الملك كونارد عام 1140 وأمر النساء فقط بالرحيل و حمل ما يستطيعون حمله، فقمن بحمل رجالهن على أكتافهم...لم يجد الملك شيئا الا الالتزام بكلمته، و سميت فيما بعد تلك القلعة بقلعة النساء الوفيات...فرصة لكي أدعك تقرأ عبارة جبران "المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي" و عبارة نزار قباني "هناك من يحبك بصمت، ويحترمك بصمت، ويتمناك بينه و بين نفسه، ويبتعد حين يراك مشغولا بغيره، ويمنعه كبرياؤه من الاقتراب منك، ويكتفي بالحب من أجل الحب" وعبارة الفيلسوف الهندي أوشو " عندما تدرك ما هو الحب فسوف تكون مستعدا لكي تهديه، فالحب هدية، و كلما أهديته أكثر كلما امتلكته أكثر"...فرصة لتشاهد فيلم Cinderella Man لتعرف جانب من الحب الحقيقي...الفرص كثيرة ما عليك سوى أن تبحث عنها بقلبك ثم تطبقها بعقلك...أخيرا سأقول لك، في رواية الجريمة و العقاب للعبقري الروسي دوستويفسكي قال عبارة جميلة و فلسفية وعميقة جدا و هي أن الجمال سينقذ العالم، و في محاضرة لدكتور الفلسطيني عدنان إبراهيم غَيَّرَ هذه العبارة و قال التواضع سيغير العالم، و جاء دوري لأغيرها وفقا لمعتقداتي و أقول: …الحب سيغير العالم…

دمتم للمحبة و البحث عن الحقيقة أوفياء.......