تأتي سنوات وتذهب سنوات، تأتي شهور وتذهب شهور، وتأتي ايام وتذهب أيام، والأهم يأتي أناس لهذه الدنيا عابرين سبيل ويذهب اناس، والحياة مستمرة ، وجرحها باقٍ، وأملها زائل.
فلماذا نجعل أصغر التفاصيل محور اهتمامنا ،ونجعلها محور العالم، لا ننظر للحياة الا من زاوية واحدة ،رغم ان لديها الكثير الكثير من الزوايا. لماذا لا ننظر لها بمنظارالإنسانية ، فنحن بشر وكلنا أخطاء، ونحن أناس يخطؤون كثيرا ، ويقعون كثيرا ، ويتألمون كثيرا.
لكن الأهم الصعود وقت الهبوط ، والسجود وقت السقوط لله عز وجل. ننظر إلى الأخطاء، نعدلها ، ونصوبها. لكن هنا يكمن الموضوع ، حين التوبة والرجوع عن الأخطاء، يجب أن يكون هناك أناس يتقبلون ، يسامحون ، ويتصالحون، فنحن في أصغر الامور لا نغفر ، في أصغر الأمور لا نسامح ، في أصغر ها لا نرحم .
لماذا تقف عند الزلات والأخطاء صغيرها قبل كبيرها، لماذا ندقق على أصغر الأمور؟
فما إن كان الشخص في مجلسٍ مع أخيه، يدقق على كلامه، لا يتحمل له زلة، فإن تكلم كلاماً لم يعجبه ، يصبح حرج الصدر، كاسف الوجه، ناكس البصر ، عابس وحزين.
لماذا ؟ لماذا لا نتعامل بمرونة ، الا يجب أن تكون الرحمة والتسامح والعفو عن الزلات هي من أهم ما نتحلى به من أخلاق!
عندما تنظر إلى البحر ،انظر إلى جماله وتمعن به ، وعندما تنظر الى الطبيعة الخضراء ، انظر إلى ردائها الأخضر الذي كساها الله تعالى به، وانظر إلى القمر ،والشمس ،والكواكب والفضاء، هذه التحف الفنية التي زينت هذا الكون ، ليصبح بأجمل وأبهى منظر .
كل هذا وأكثر يقال ؛لكي تنظر وتدقق به وبتفاصيله، فهذه الامور يدقق بها ؛ لأنها من صنع الخالق ، فانظر إلى هذه التفاصيل ، فهذه الامور عندما تدقق بتفاصيلها، تزيد من إيمانك وتقويه ، واترك تفاصيل كلام وأفعال البشر، لأن بها أخطاء لأنهم بشر ، اما تلك الامور لا يوجد بها أخطاء، لأنها من صُنع رب البشر.
ولنعش التفاصيل الجميلة ، ونترك تلك التفاصيل التي ستقتلنا وتحطمنا من الداخل !
-
كاتبةيكفيني أني فخورةٌ بنفسي
التعليقات
على المرء في مساء الحياة أن يخلع همّ العمر كما يخلع بدلة نهاره !
دام نبض قلمك