إعلامنا...إلى أين؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إعلامنا...إلى أين؟

سلطة بدون قرار.

  نشر في 02 غشت 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

   ان الواقع المُعاش اليوم في مختلف المجالات من تسارع معلوماتي يُحتم علينا أكثر من قبل مواكبة تلك الأحداث، ومعرفة تجلياتها واسبابها والخوض في نتائجها ، فالأخبار اليوم تتجدد بين لحظة وأخرى فندرك الأحداث والوقائع من خلال الإعلام الذي هو العين التي تنقل واللسان الذي يتحدث، إلا ان الإعلام العربي دارت حوله عدة تساؤلات، عن اتجاهاته واجنداته، فالإعلام العربي اليوم اصبح غير مشارك في الأحداث وصنعها، بالرغم من أنه السلطة الرابعة ولكن سلطة ليس لها من الأمر شئ وان قوة الإعلام لم تعد تكفي لكي يُسمع صوته ويفرض منطق المراقب المعترض، بل ان الإعلام في  عدة دول عربية لم يُحرك ساكنا وهو يرى سقطات وانزلاقات وبقي في موقع المشاهد والناقل لما يحدث بدون تعليق، والواقع يقول ان الإعلام هو من يراقب دواليب السلطة ويضغط لأجل منع ما لا يحمد عقباه والتحذير منه وتبيين آثاره ومساوئه، فالإعلام ليس مجرد نقل للأخبار والمعلومات فقط، بل هو تقصي للحقائق ومتابعة للموضوعات وكشف للنتائج، وهو ليس مجرد إثارة هلهلة إعلامية لأجل الإخبار والمناقشة فقط، بل هو الذي يتحدث في المسببات و اول من يتحدث عن الحلول ويضع خارطة الطريق، اما الإعلام العربي اليوم بشكل عام فهو لم يحرك ساكنا امام كل ما تعيشه الدول العربية من ازمات وصراعات فهو لم يتجرأ على تسمية الأمور بمسمياتها فما بالك باقتراح حلول للخروج من الوضع، ان ما وصل إليه الإعلام العربي اليوم من بقائه على هامش الصورة وغير مُكتَرَث بأمره لهو نِتاج لتداخل عدة عوامل من ابرزها تدخل قوى عملت على الحد من تأثيره و زعزعة سلطته، وجعله ناطقا باسم السلطة الحاكمة وممجدا لإنجازاتها في وقت كان هو خط الدفاع الأول والأخير عن مصالح الشعوب وهو الزارع للوعي فيها، فأصبح بهذا ناطقا باسم السلطة ضاربا بموضوعيته عرض الحائط، ومن ذلك ايضا تحكم الدولة في إيرادات المجمعات والقنوات الإعلامية من طبع واشهار في بعض الدول العربية وأيضا تعرض الإعلاميين والصحفيين لضغوطات في اداء عملهم، هذا الأمر الذي من شأنه ان يجعل الصحفي حذرا في مواضيعه وما ينقله مبتعدا كل البعد عن اساسات العمل الإعلامي الحر الهادف، وتنكرا لأخلاقيات المهنة التي اصبحت اليوم خالية من الضمير المهني ورسالة الإعلام النبيلة إلا قلة قليلة لا زالت تُحافظ على مقومات الأمر وعلى عهد الإعلام، فالإعلام اليوم اهتم بمواضيع لم تجلب للمواطن شيئا ولم تقدم له اي فائدة.

ان الإعلام هو منبر لمن لا منبر له وصوت يصدح باسم الشعب فينقل معاناته وانشغالاته ويعمل على ايصالها الى اصحاب القرار ويعمل على كشف قضايا تمس بالمواطن وحياته ومن واقعه الذي يعيشه فيكشف الأسباب ويضع الحلول ويمارس ضغطه وقوته لأجل الشعب الذي هو اساس الدولة ومنطلق استمراريتها، فما تعيشه الأمة العربية اليوم من ازمات واحداث مؤسفة و وقوف الإعلام جانبا يكشف حجم الهوة بين ما يجب ان يكون عليه الإعلام وماهو عليه في الواقع، فالإعلام العربي اليوم بإشارة يكتب وبإشارة اخرى يطمس على عدسة كاميراته، فكل هذا يكشف ان الإعلام وصل إلى درجة ان يكون سلطة بدون قرار.




  • Mohamed chellali
    لي ايمان بأن القلم يغير ما لا يغيره اي شئ آخر
   نشر في 02 غشت 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا