السلام على من ضلني بهواه و أضنني بعشقه المُلهاه ، عذبني كريزاه فما تذوقت يوما فاكهة بطيب شفتاه
أما بعد ، فاني مسافرٌ لأرضٍ ظننتها ارض علم وكانت لى في بعدك شقاء ،ارتحل مغصوبا مع بزوغ فجرٍ ، مصحوبا بالالم و مُصاحبا للندم ، و عيني على فراقك تأبى النوم كل مساء ، اهرب في ظلام نهاية يوما ، يخالط جفونى الندى و كانهم قبلات شفتيكي قبل الرحيل في كل لقاء ، لا ادري أنتي ساحرة ما ؟
سحرتنى و لعنتنى بعشقها ،فتنتنى بجسدٍ يأبي الخضوع ، يلتوي فلا يكبح سوي الشغف و الجموح ، أم انتي احدى بنات حواء؟
أرضعتكي امك حواء مكرٌ ، غوانى مثلما أغوت حواء آدم من قبل بتفاحة الخلود ، و لكنك أغويتنى بحبك ، بالفناء بين ثنايا عشقك الماكر ، حقا لا أدري من انتى و ما بمثلي صنعتي ..
سأكتفي بمطاردة مستقبلي ، في غربة تأبي أن تحن علي و لو ليوم ٍ ، سأذهب لأقاتل الوحدة و الحيرة و الألم ، لأصارع حاضري و اطارد اوهامي ، حتى اصنع من أحلامي ، قرباناً لكي ، مُقدمٌ أسفل قدميكي ، لعلك ترضين بي زوجا ً و لو ليومٍ فتطيب نفسي بما انتزعت و نازعت ، كنت من أجلك مُحاربَ و في قلبك عاشقَ و في الليالي حائرَ ، فأي لعنة أصابتنى و قد فقدت عقلي في طريق ولعي بكي و لكي .
سأسافر و اقسم بأن رحيقك يسري بين عروقي ، اعانى اعراض انسحابه كمدمن أثقله الهوى فما عاد صوابه و ما بقى . و سأقسم بعينيكي كلما رأت عيني على حين ذلة أي اخرى ، فما رأت من جمالٍ و ما افتتنت من فتنٍ ، ابدعها القدر في جسد عذراءٍ ، لها العقل و الأمر .
فتذكريني بمثل تذكري للياسمين المتساقط من جسدك ، ولا تنسيني كما لم أنسى عطرك القامع لأنفاسي ، و اذكريني مثلما ذكرتك بين ثنايا شطور قصائدي
" لأني مجنون بكي ، أسيرا لكي ، و كم أرهقني عشقك يا معبودتى ..."
" كنت لك مُحاربَ ، فيكفيني أن تكوني لي حبيبة ..."
و يأوي قلبي وحيدا في ليل ٍ .... يأبي الجواري في حضرة المتعالي
و يرهقه نزيف الهوي كصيد ٍ .. عذبته الشباك ُ بضيقِ الحبال ِ
و يحن في جفاء الأيام لعينٍ......اقسمت بها وضُربت للجمال كمثالِ
فيا خمرٌ عُتِقَ بين شفتا فمٍ .... فرغت القنينة ُ،و أرثى القمر حالي
ما طلت من فاكهتك قبلة ً....وما ارتويت و ما كنت بي مُبالي ..
و السلام على من ضل فهوى ....
-
عمرو الداليمدون مصري