كُّتاب و لكن .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كُّتاب و لكن ..

  نشر في 07 نونبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .


من المعروف و المذكور بأن الإنسان يعبر عن ما هو مكنون في داخله بوسائل شتى و مآتي مختلفة كلٌ حسب ما رزقه الله من مواهب استطاع صقلها و استثمارها و توظيفها للتعبير عن المشاعر التي يحس بها و الظروف التي يمر فيها ، فالكاتب مثلاً يستطيع نثر حروفه و تشكيلها حسبما يريد لتترجم المعاني و المقاصد إلى كلماتٍ تُرى و تُقرأ و جُملٍ تُفهم .

لقد تطورت الكتابة و أساليبها منذ النشأة و التكوين حتى يومنا هذا بدءًا من الكتابة الهيروغليفية و المسمارية و انتهاءً بعصر الكتابة الإلكترونية ، فقد مرت الكتابة بمخاضاتٍ عسيرة ذاق فيها الكُّتاب الويل و ضاقوا ذرعا للمحافظة على هذا الفن و توصيل أفكارهم للقراء و مع مرور الزمن تطورت العلوم الطبيعية و الإنسانية و تبدلت الأحوال فتطورت معها الكتابة لتصل إلى ما نحن عليه الآن .

ما أود الحديث عنه في هذا المقال هو عن ازياد عدد الكُّتاب و إصداراتهم مما دعا إلى انتشار دور النشر و ارتفاع أسهم أصحابها مقارنة بالتجار الآخرين في السوق، و قد يرى البعض في ذلك مؤشراً جيداً إذا ما نظرنا للأمر من ناحية الأرقام و الإحصائيات المتعلقة بها، أما إذا ما أتينا للواقع و ما تحتويه نسبة كبير من هذه الإصدارات و الكتب فنصعق بكمية الكلمات التي لا معاني لها و كمية الأفكار السطحية و الضحلة التي يتبجح بها أصحابها و الطامة الكبرى هي أنها تلقى رواجاً كبيراً على حساب الكتب و الإصدارات التي من المفترض أن تتصدر المشهد الروائي أو الشعري و النثري .

إذا ما جئنا لتحليل هذا الواقع المرير فنحن أمام كُّتابٍ لا يقرأون و هذا هو السبب الرئيسي للأفكار السطحية و المفردات الباهتة المستخدمة في هذه الكتب مع القليل من الهالة الإعلامية المسلطة عليهم ، و أمام جمهور همه التقاط الصور مع الكتب و ما جاورها من قهوة أو حديقة و هذا الجمهور يعد متصفحاً و ليس قارئاً و شتان بين المتصفح و القارئ ، و أمام دورٍ للنشر همها الربح المادي دون النظر إلى الرسالة السامية التي من المفترض أن تتبناها و تحملها على عاتقها هذه الدور و المكتبات ، فالكم لديهم يطغى ميزانه على الكيف و إن كان على حساب المجتمعات و قيمها و الأفراد و احترام عقولهم .

و أخيراً أقول كما قال صديقنا الدكتور علي الوردي رحمه الله ساخطاً و متهكماً : "يا ويل القراء من أولئك الكُّتاب الذين لا يقرأون " .


  • 4

   نشر في 07 نونبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

بسمة منذ 7 سنة
وإن كان هناك الغث والدسم من الاقلام،
فلا احد يفرض على القارئ قرأتها، فالأمر اوله واخره يعود للقارئ .
0
إبراهيم بن حاتم
نعم بالتأكيد سيدتي و لكن استمرار هذا النوع من الكتاب و الكتابات سيغدو صورة نمطية و هنا الكارثة و الطامة الكبرى

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا