لا يزال بعض الناس يحسبون أن أقرب الطرق للوصول إلى أهدافهم إنما هي الأسهل، ولو كان السير فيها يتطلب التضحية بالصدق والأمانة العلمية والعملية، متخذين من القاعدة الميكافيللية مبدءآ ومبررآ لهم ( الغاية تبرر الوسيلة) على الرغم من أن الأخلاقيات الميكافيللية مقيدة بالتخصيص، حيث- كما نعلم- وضعها صاحبها لرسم السياسة التي تمنى من أميره أن يتبعها في إيطاليا في فترة زمنية تتسم بالصراع والتشرذم.
لقد قيل دومآ أن طريق الصدق هو الأنجى، وقال طرفة بن العبد البكري منذ ما يقارب ألفي سنة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلآ
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له
بتاتا ولم تضرب له وقت موعد
وقد كتبت هذه القصة من وحي واقع معاش، وأحببت أن أشارككم إياها :
" الرجل العبقري
" هكذا، جيد، جيد جدآ، بالضبط هكذا، هكذا غسلت تهمة النصب والنهب عني.
قال هذه العبارة بعد أن دبج عدة صفحات من خليط من الجمل الوطنية والتاريخية والرؤية المستقبلية والأمل المنشود والأثر المفقود، لقد كان الموضوع سهلآ جدآ بفضل غوغل نت، استطاع أن يلملم كل ذلك ويجمعه في مقال مزلزل، أرسله إلى موقع مشهور بمشاغباته، هكذا حول شناعة فعلته إلى شيء حميد، وأصبحت محكوميته وسام شرف يواجه به الآخرين، سوف يغدو منذ اليوم سجين رأي، وعلينا أن نعي ذلك، منذ اليوم وسابقآ إلى أن يحدث أمر جديد في حياته.
نعم. إنه هو بعينه، هذا الذي يظهر الآن على التلفاز، تستضيفه معظم القنوات الاخبارية ليردد عباراته ذاتها عن الحرية والديقراطية.
_______________________________