في منتصف الطّريق لا يعبر و لا يعود
نشر في 27 غشت 2021 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
ويحسّ كما أنّه وقع من الأعلى إلى أعمق قاع بئر. مهما تحرّك يمينا و شمالا لايستطيع النّجاة. لا يقدر على التنّفس لا يعيش و لا يموت. بل إنّه حيّ و لكنّه لا يعايش الحياة. بينه و بين الحياة جدران زجاجيّة يرى و لكنّه لا ينفذ. مشاهد، حركته مشلولة و كذا كان تفكيره. يسمع و لايعي يحاول الولوج في مشاكل الآخرين و همومهم لينقذ نفسه لكنّه لايقدر.
كسل و عجز و حزن و لا يودّ أن يقول انه بائس لكن قواه خارت. يحسّ بأنّه يحتاج لمعجزة ليحيى من جديد ليستفيق من عالم الأموات. عقله مشوّش لدرجة الضّياع. لايجد بداية ولا يقدرعلى الوصول إلى نهاية. في المنتصف، بقي حيث لا تراجع ممكن و لا قوّة لديه المضيّ قدما. يحسّ بأنّ عالمه ينهار رويدا رويدا عاصفا به و بأحلامه لايقدر على ترميمه و لايجد من يساعده على الخروج من هاته الدّوامة و يطفئ لهيب أحزانه. الجليد يحيط به من كلّ جهة شلّ حركته و البرد شلّ تفكيره. لكن صوت ما داخله بدأ يعلو:
لو أنّه يجد حلاّ لو أنّه يجد نقطة للبداية لو أنّه يجد دعما لأحلامه لو أنّه لا يتخلّى لو أنّه لايستسلم لو أنّه يقدر على أن ينزع سلبيّته لو أنّه يجعل إيمانه يكسر يأسه لو أنّه يتحدّى أو حتّى يتراجع قليلا ليبتعد عن التسمّر في منتصف الطّريق حيث لا يعبر و لا يعود.
image: https://www.dreamstime.com
-
Dr. Marwa Mekni Toujaniأستاذة جامعيّة - مدونة مستقلة