نظرية المؤامرة و صناعة الوهم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نظرية المؤامرة و صناعة الوهم

  نشر في 10 ديسمبر 2017 .


نظرية المؤامرة من ادهى و اخطر السبل الخسيسة التي ابتكرها الشيطان و اوليائه لطمس الحق و تشويهه و تجميد العقول و استسلامها للفشل و الهزيمة و عدم البحث عن حلول بل و الطعن في كل شخص او جماعة تحاول تغيير الواقع و تسعى إلى ذلك و تقزيم مجهودها و تخوينها و اتهامها انها تعمل لصالح ذلك العدو المحجوب و الوحش الخفى و اليد المتحكمة في كل ما يدور في العالم من احداث اقتصادية و سياسية و عسكرية و انها تدبر و تخطط لكل شي و ذلك عبر المؤامرات المحبوكة و الخطط المدروسة التي لا يسع لاحد الخروج عنها او مقاومتها بل و إن الجميع يعمل لصالحها بقصد او بغير قصد فلا داعى لبذل الجهد للبحث عن مخارج لمشاكل امتنا .

ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﻫﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺒﻄﻲﺀ ﻟﻸﻣﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺩﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻛﻮﻥ و عدم ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ الي ان ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺫﻛﺎﺀ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻻ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻭﻻ ﺗﻄﻮﺭ ﺗﻘﻨﻲ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ إنما ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ في امتنا من تمخض ﻳﺼﻨﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ تدبير ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺻﺪ ﺑﻨﺎ ﻣﻊ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﻛﻞ ﻣﺴﺒﺒﺎﺕ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ .

نظرية المؤامرة يُقنع بها اهل الباطل أنفسهم أنّه لا وجود للحق , فلا يتحمّلون كُلفة الانقياد له والإعانه على حمله وما يترتب على ذلك من هتك المألوف ومشقة تطويع النفوس..

اليوم يقولون مؤامرة و بالأمس قال أسلافهم: " ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﺇِﻥْ ﻫَٰﺬَﺍ ﺇِﻟَّﺎ ﺇِﻓْﻚٌ ﺍﻓْﺘَﺮَﺍﻩُ ﻭَﺃَﻋَﺎﻧَﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗَﻮْﻡٌ ﺁﺧَﺮُﻭﻥَ ﻓَﻘَﺪْ ﺟَﺎﺀُﻭﺍ ﻇُﻠْﻤًﺎ ﻭَﺯُﻭﺭًﺍ " ( الفرقان)

فقد اتهموا النبي الصادق المصدوق انه كاذب و تأمر مع قوم اخرين مجهولين لبث الفرقة و الفتنة في قريش و إبعادهم عما قد ألفوا عليه ابآئهم لان من ﺧﺼﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺣﺐ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺁﺧﺮ .. ﻓﻼ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻧﺼﻨﻊ ﺁﺧﺮ ﻣﺠﻬﻮﻟًﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻀﻴﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ، ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﻀﺨﻴﻤﻪ ﻭﺇﻋﻄﺎﺋﻪ ﻗﺪﺭﺍﺕٍ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﺿﻌﻔﻨﺎ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻃﺒﻴﻌﻴًﺎ و تخفف عنا حمل المسؤولية و تجعل من ركوننا و انبطاحنا مشروعا لان الاخر المجهول هو الذي سبب لنا هذا الوهن

لكن لماذا لم يتسأل اتباع او المؤمنون بنظرية المؤامرة اين يكمن الداء ؟ و كيف السبيل للدواء ؟

من هو عدونا و ما الذي يطمح اليه ؟ و كيف يسعنا الخروج عن مؤامراته المحبوكة ؟

و ﻟﻤﺎﺫﺍ لا ﻧﻮﺍﺟﻪ ﻭﻧﻐﻴّﺮ ﺃﻭ ﻧﺘﻐﻴّﺮ؟ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺨﻄﻄـه ؟

اسئلة لن يستطيع الاجابة عنها المهوسون بنظرية المؤامرة و لن يتجروأ حتي علي طرح هاته التسألات علي انفسهم

لان ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﺏ ﻣﻮﻟﻊ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺑﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ و الانقياد له و اختلاق اسباب لشرعنة الركوع لقاهره

و لأن عقولهم قد كبلها الوهم و العجز و ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻜﺮﻩ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺗﻜﺮﻩ ﺍﻹﺻﻼﺡ، ﻭﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺟﺮﺡ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻋﻤﻴﻖ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻰ ﻭﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻳﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺠﺎﺑﻬﺘﻪ ﻣﻄﻠﻘﺎً، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺪﺕ في معظم افراد مجتمعاتنا ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻱ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻭ ﻧﺼﺮ ﺑﻞ ﺗﺮﻣﻲ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﻮﻫﻦ ﻭﺗﺪﻣﺮ ﻛﻞ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ و تنهك المصلحين و الساعين الي التغيير و تعوق مقاومتهم و جهادهم .

قلم خليل بن علي


  • 1

  • خليل بن علي
    كاتب تونسي مهوس من موالد 1995 تقني في الاعلامية و ناشط حقوقي و عضو في منظمة العفو الدولية و مدون في العديد من المواقع و المنصات العالمية و العربية
   نشر في 10 ديسمبر 2017 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 6 سنة
مقالك رائع ،اتذكر كيف شغلت قبل سنوات بموضوع الماسونية والمؤامرة والتنويريين ،حتى اصبت( بالغثيان )هو اللفظ المناسب ،صارت كلمة ماسونية تتردد في المنزل مرارا ،انتبه،احذر ،نحن هنا ،نحرك كل شيء ،لم يكن بوسعي شيء غير ان احاول التركيز على امور ايجابية وتجنب مشاهدة كل ما يتعلق بنظرية المؤامرة والتنويريين وغيرهما ،مقالك بسط الفكرة ،فعلا انها حرب نفسية ،بالتوفيق في كتاباتك القادمة ،دام قلمك.
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا