لقد غلب على مجتمعاتنا اليوم فئة تستهوي فعل ما لا تقول ومناقضة قولها بالفعل حتى اختلط الحابل بالنابل واضاع المنصت من بين الجموع النهج السويّ الذي يرجو ايجاده .
فالمفكرون أصحاب العقول المتنورة ، رجال الدين او ما خيل لنا أنهم له رجال ، رسل مجتمع تشرئب نحوهم الأعناق شاخصة البصر والأمل في أن ينقلوا تارة أمر من غلبوا على أمرهم لاولي الامر منا وأن يصرخوا طورا بملء حناجرهم المصقولة للدوهة الى الانتفاض في وجه الظلم والاحتيال .
فاذا جدّ الأمر وحركت ساعة القدر عقاربها معلنة وصول ساعة انتفاضة بركان ،
وجدناهم يتكوّرون مختصرين دورهم بكلمات ومواقف ينسجونها تحت رقابة المعتدي او حاميه وإن لم يجدوا من يضع لكلماتهم حدودا صنعوا بأنفسهم ماردا ورسموا الضوابط الوهمية راجين أن تقيهم شر الوقوع في صدام مع ما اقاموا الشعب لاجتثاثه.
وضف على خيبتنا بمن نفضوا منابرهم وبصيرتهم من مهمة ألصقت بهم منذ الأزل خيبة رؤيتهم يتبنون أدوار المطبلين والممجدين لقادة وحكام عرّوا امامنا من مواقف وافعال مجيدة ادّعوا ارتدائها طويلا ..
كلنا خلقنا بحناجر واصابع نستطيع أن نلعن ونقاتل بها الظلام وكلّ ميسر له ، ولكن قلة هم من يجرؤون او حتى يفكرون في قتاله يوم يظهر لنا في شخصيات ووجوه حصنت نفسها بقوة او مال او نفوذ .
لذا قبل ان تتباهى بعسل حوته خزانة بيتك تحسس خلوّه من عفن يمكن ان تكون قد سهوت عن وجوده كثيرا ،فلقد خدعنا طويلا بأنّ
العسل لا يمكن ان يلحق به عفن !
-
ايةلا شأن لما يحيط بك ولا لما ولدت عليه ، أنت حيثُ ترى نفسَك .