حسناً ...
أنا الآن ممسكٌ بقلمي والورقة أمامي بيضاءَ ناصعة كثلج منتصف الشتاء، لا أرغب بتلويثها، بل بتزيينها، ولكن .. إن أردت تزيينها فسيتوجّب عليّ أن أكتب لكِ كل الكلمات التي تنبع من سجية قلبي اتجاهك، أما إن أردت تلويثها، فسيكون العامل المسبب هو عقلي وما أفرزه من كلمات يصف بها حالتي بعد ذاك اليوم الأسود.
إذاً ...
لقد حسمت قراري، سوف أغلق باب قلبي للحظات وسأجعل عقلي يبدأ في كبح عاطفتي حتى لا تؤثر سلباً على رسالتي الأخيرة لكِ.
لن أكتب في بداية الرسالة كلمة (محبوبتي) هذه المرة، لأنك وعلى ما أظن، أصبحتِ محبوبة شخص آخر، توهمين قلبه وتأسرين أنفاسه بجمال عينيكِ وكمال وجهك ورِقّة يديكِ.
في تلك الليلة الظلامية، رأيت يدكِ تتشابك بأصابع ذاك الرجل الجديد. في تلك اللحظة .. شعرت أنك غارقة بابتسامته التي لا تزيد وسامتها عن ابتسامتي، مُثقلة برأسك على كتفه الذي يعتريه مِعطفاً أسوداً من النوع الثمين. في حين لم أكن أرتدي لكِ سوى قميصي المخملي الذي اشتريته حينها خصيصاً لأجلكِ رغم قلة ما معي من المال، لإنني سمعتك في أحدى ليالي أحاديثنا تقولي لي بأنك تحبين القمصان المخملية المخصصة للرجال.
لقد استنتجت مما رأيت في تلك الليلة، أنكِ فتاة تهوى الأموال لا القلوب، تهوى الجيوب لا رسائل الحب ولا الورود، تقفين على ناصية الحب لتصطادي من يحول لك الحب إلى أموال تنفقينها على زينتك.
الحب الذي بناه أجيالاً أحبّت وتزوجت وأنجبت أطفالاً، لن تلوثه سيرة شخصيات كشخصيتك أنتِ.
حسناً ...
إنها الساعة الرابعة فجراً ...
يتحتم علي أن أنام لأن عملي سيبدأ بعد ثلاث ساعات فقط من الآن، كما أنه لا يجدر بي أن أُتعِب عيناي ليقتلهم السهر وأنا أكتب لكِ .. لأنك وببساطة شديدة لا تستحقين ذلك.
#رسالة_تحت_سماء_الشتاء
-
غزوان فرحان نواياشاعر || مؤلف || كاتب || قارئ || أخصائي صحة نفسية والعلاج النفسي