أعتقد من أصعب الأشياء في طريق النجاح هي الاستمرارية، لأنها الصفة الملازمة للشخص الطامح، والوقت الثمين الراسخ ضد ساعات اليوم وأهواء النفس، هي الثابتة والبقية متحركون.
أن تستمر بانضباط وحزم في ممارسة ما تحب من عمل أو هوايات تملك شغاف قلبك، هنا تضع أهم لَبِنة من لَبِنات النجاح، وتصقل ما تتفاعل به جوارحك وعقلك لترسم على الواقع سمفونية الإبداع وتعزف على ناي الجمال معزوفة الإبهار.
المواظبة الدؤوبة، ترويض للذات وإكسابها حلل الجد والاجتهاد وكأن أحد المقويات السلوكية تُزرع في شخصيته حتى يعتادها وتصبح احدى مكونات الفرد الراسم لخط انتاج سيره نحو بوابة الفلاح.
التتابع لعمل محبب والغوص في بحره العميق والنظر والتفكر في مكنوناته والتقاط ما يشبع الفضول والتلذذ ما تقع عليه العين والتوقف عند جواهر الجمال، هنا ستصبح غزارة المعرفة وسيل المعلومات الهادر تجتاح الساحة الحاضنة لما تحب وتطمح أن تكون عليه.
وقالت العرب سابقا إنما السيَل اجتماع النُقط، استمرار وقع النقط من الماء جعل منه سيلاً بعد فترة من الزمن، وهذا ينطبق عل كل شخص عندما يتعلم او يكتسب مهارة بالممارسة والعمل سوف يحصد ثمار ذلك ويتسع الفارق الكبير بين ما كان عليه وما يكون عليه الآن وما سوف يصبح مستقبلا.
وقد يعتري الانسان في بداية مشواره (الاستمراري) بعض الكسل وهبوط في المزاج، بسبب ما تم استحداثه في حياته ، علاج ذلك هو ان تتذكر ثمار ما تسعى إليه وما تريد ان تكون عليه، والمآلات الجميلة للعمل او العلم المكتسب، مما يساعدك على التحفيز الذاتي والتجديف بكل قوتك نحو الهدف المنشود.
وختاما: من أراد ان يتميز في مجال ما، عليه ان يعمل ويعمل ويعمل بكل قوته.
-
فيصل القحطانيالفكرة السجينة (الكتابة) بابها الى الحرية..