بعيداً عن الروتين القاتل ..
بحثاً عن الحياة ! ..
نشر في 22 فبراير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
منذ فترة وجيزة اقتنيت دفتراً صغيراً لطالما تمنيت أن يكون مثله بحوزتي ! صغير ذو أوراق بنية اللون ، تمنيته في خاطري ذات مرة ، وقد كان بحوزتي في صغري ما يشبهه بقلم واطار خشبي ضخم ! اقتنيت ذاك الدفتر من مكتبة لبيع المستلزمات الدراسية في جامعتي ، وقررت في داخلي أن أكتب ما يجول بخاطري فيه ! كنت أخطط لكتابة كل ما أشعر به ، وكل ما أحياه في يومي لكي لا أنساه يوماً ! لكني حتى اليوم لم أكتب فيه سوى مرتين فقط !!
أذاك لأن الأشياء في يومي تتكرر على نسق أكره تكراره على الورق ! أباتت أيامنا تشبه بعضها لهذا الحد ؟! أضاعت مني الساعات لكثرتها وقلتها في آن واحد .. أم أني أهرب من الكتابة عن أشياء روتينية بحتة ، تكاد تشعرني بالضجر حتى عند الكتابة عنها !
هل أنا راضية عن نفسي ، عما حققه حتى اليوم ! عن علمي وعملي وأفكاري وأحلامي وهواياتي !
أنا أعمل لكني لا أعلم هل أعمل ما أحب ! وما أريد ! وهل هو عمل حقاً أم سداد دين لوالدي الذي لم يبخل علي في أقساط دراستي لأربع سنوات (( البكالوريوس )) ! وهو الآن لا يكف عن ذلك حتى الآن في مرحلتي الثانية (( الماجستير )) ..
لا أعلم حقاً ، لو امتلكت آلة الزمن ! ماذا سأفعل ؟! هل سأتمنى أن كل ما أحياه اليوم لم يكن ! أم أنني لن أعبث بها وسأبقى على ما أنا عليه ! هل كل مشاعري تلك هي هباء السنين ، وسأضحك على كل هذا بعد حين ! هي فترة قلق وخوف من المستقبل المجهول ! هل كل من مر في عمري هذا ( 23 عام ) شعر بكل ما أشعر به الآن ؟!
لا أدري ! لكني أعلم بأنني حققت ما أريد في مرحلتي الأولى ، صنعت صداقات رائعة ! رغم أن لم يتبقى منها سوى الذكريات ! وصنع لي بصمة في كل شيء : في العلم والشخصية ، فقد قمت بإلقاء الكلمات المعبرة من تأليفي وتقديمي في الكثير من نشاطاتنا الجامعية ، وبعد اجتيازها كانت لي مشاركة في تأليف كتاب يحوي لب تخصصي ، وبما يتعلق بهواياتي ( الرسم ) أنجزت ما أحلم به بلا تردد (( الحمدلله )) فحتى الآن شاركت بمعرضين للفنون وعرضت فيهما بعض لوحاتي المتواضعة .. وحتى في مرحلتي الثانية ، أظن بأنني فعلتها أيضاً ، وأتمنى أن تنتهي على خير ، وقد أنجزت كل ما بوسعي لأكون كما أريد وأفضل ان شاء الله .. وخلالهما فعلت ما أحب ! وما شاء الله لي ! وصنعت شخصيتي المستقلة ! وساهمت في أشياء ستبقى فخراً لي ! فهل كل مشاعري هي شيء طبيعي ؟!
ان شاء الله سأكون كما أريد وأراد الله لي ! وسأبذل ما بوسعي من أجل كل شيء ! لتكون لي الذكريات سليمة معافاة ! وسأصبر حتى يصبح كل معالم عالمي كما أحب ! يا رب !
-
Haya ysrفتاة تعلمت صياغة الحياة بكلماتها المتواضعة .. هوايتي الأولى الرسم ، أحب كتابة الخواطر والقصص القصيرة ، فأنا أؤمن بأن كل شيء نحياه ، قد يخرج كلوحة فنية بين يدي من يعشق الرسم والكتابة ..