رسالة إلى حبيبتي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رسالة إلى حبيبتي

خاطرة

  نشر في 31 غشت 2015 .

رسالة إلى حبيبتي

حياة مشفوع بغمزة متقدة..

سحر خاص وجمال آخاد، تنضاف إليه ذكرياتنا العديدة، ربطتك وربطتني بالمكان والزمان... أيام خلت، خلدنا فيها روح الصداقة والرفقة... مزجنا فيها بين... وبين... دون نسيان ما قد جمعني وإياك فيما قبل... لتبقى وقفتي، وقفة تأملية صارخة بصمت عال متأجج...

روح قلبي... سميني ما شئت من الهوى.... سميني شمسا أو قمرا... سميني عشقا أو حبا... سميني أميرا أو ملكا... سميني فارسا أو قيصرا... بأي اسم تحبين... ناديني به...

أنا لن أسميك شمسا أو قمرا، لأنهم يغيبون عن الأفق. لن أسميك حبيبتي أو عشيقتي، لأن معظم الأحباء يفترقون. لن اسميك أميرتي أو ملكتي، فجل الممالك تنتهي بعد حين. لن اسميك بأسماء القياصرة والفرسان، كلهم ينتهون في يوم من الأيام ... اخترت أن اسميك ... روحي وحياتي وعمري فإن ذهبت... ذهبت معكِ... يا مالكة القلب والهوى والعطف والحنان... يا عظيمة الوجدان... تربعي على عرش مملكتك، تدللي، أمري، فأنتِ حياتي، عمري، روحي...

دعِني أهمسُ لكِ سرا: إني بكِ، أبصرت حياة خالية من الهمِّ، ودونكِ أوقاتي يكسوها الألم...

حياتي:

كنت بطيئا في طرق باب قلبك، أخذ ذلك مني عقدين من الزمن وما يزيد، أربعون سنة وسنوات بعدها قلائل، منذ الولادة، وأنا أسير إليك، حبوا ومشيا طفوليا متعثرا، وركض صبي شقي، ومراهق مغامر، ورجل عاشق حد النخاع والموت، مشيت إليك عاريا، إلا من جنوني وصدقي، فرشت أخطائي على طريق كفك، وخبأتها بالكثير من الطهر الذي اغترفته من بسمتك وبهائك...

قاسيـه جدا لحظـات الاحتيـاج لشخـص أنـت تعنـي لـه كل شئ. المؤلم حـقــاً... أن يحبكِ غيري بنفس الطريقة التي أحبك بها.... ولا أهتم به. فلتفعل الأقدار ما تَشاء، فأنا لم و لَن أتنازل عن حبكِ. لن أهب قلبي لغيركِ، فهو لكِ أنتِ وحدكِ.

كسرت كل القواعد ، تذكرت، ذات لحظة، وجدت يدي تلف رقبتك، وتعبث بشعرك، عيناك مضيئتان، رغبة لا حبا، وفتحة القميص تصرخ بي غضبا كي أفك أزرارها، كان ملمس نهدك حارقا ودافقا للدم في خلاياي، وكنت أشعر بك تذوبين، ولا يحتار العاشق في فك حاملة النهدين، كي يحرر التفاح من عقاله، ويربطه في فمه...

لحظة التحرر من الثوب هي أبهى تلك اللحظات، شكل من التوغل الإنساني في رحابة الجسد، كانت يدي تتجول في غمامك، بين كهربة أسفل الظهر، وانتشار الرعد على الكتفين، يناجي ملكي عرينه فيك، كان بللك يشعل الحرائق، وما كنت أريد أن أزفه لقصره، وأنت تشهقين في أذني آذانا لصلوات لا تفضي بالضرورة للجنة. كانت لحظة الفتح ارتطام الرعد والشمس في السماء، وكان غيابك في صدري ميلادا جديداً، لم تكن الحياة بالطول الذي تمنيته، لحظات وأرتخي كجبل على عنقك...

في كل مرة عندما تغيبي... كنتُ أركض ورائك بقدمين عاريتين، تُدميهما عورة طرق الغياب. كنت أمد يدي للضفة المقابلة وأحاول إعادتك من تيهك... كنت تصرخين... كنت دائما تصرخين لأبتعد وأنساكِ... وأترككِ في طريق مظلم لا يليق بكِ... كنت أأبى أن أراك هناك تنحرفي عن قيمكِ... لأنني أحبكِ، وأخشى حين تفيقي من تيهك، بعد أيام... بعد شهور... بعد أعوام... تذكري أنني وقفت من بعيد، وأنا أشاهدكِ تغرقين ومددت لكِ يدي... لهذا سأظل أخنق كبريائي، وأحاول... لأنني أريدكِ حين تسألين ذاكرتكِ... فتجيبكِ... تخلى عنكِ الجميع إلا هو...

عمري...

هناك ركن قصي في جهنم، للذين يفتحون أبواب الأمل الكاذبة.... كالعشاق والشعراء؛ أرسمك في مخيلتي، ثم أهرب بك نحو فوضى الشهيق، هل تشتهيني كما أشتهيك؟ هل ستقطفين هذا الشهاب الذي يأبى فراق نجمتي؟ وتسألين إن كنت ملهمتي؟...

أنت لست ملهمتي... الدم هو حبر الكتابة الذي هو أنت، ما كنت أعدمه حبرا أسئلة من رعشتك... لا ملهمة أغتال خيالها في نصوص، أوزعها على أوراق لا تشبهك، أنت كاتبة نصوصي وشعري وكل حروفي... نظراتك الحادة وغيرتك المجنونة.... أنوثتك المسببة لارتباكي وصوتك الناعم..... جنون أفكارك وشعرك المهمل... خجلي من حديثك وحبك المنفرد... كل ذلك يؤدي إلى الغرق بكِ... فبربك كيف ﻻ أثمل بك؟..

إليكي يا أميـــــــرتي سأكتب... وإلى روحك الجميـــــــلة سأرسم لوحات من العشـــق الجنوني... والشـــوقِ الذي لا ينتهـــــي... رغم أن لغات العالم وحروفــــها، وكلمات العشـــق ومعانيها... تعجز عن وصف هذا العشــــق... وحدود هذا الغــــــرام، وأكبر من أن تسعه حدود هذه الصفحــــات...

لكني سأكتــــــــب...

سأكتب... وأترجم تلك النبضـــــات التي كادت أن تكسر ضلوعـــــي إلى كلمات متوجـــــة بأحاسيس وصلت إلى حد الجنـــــون... جنون يريد أن يكســـــــر كل القيود، وأصرخ بأعلـــى صوتي...

أُحبـــــــــــــــــكَ...

حبيبتي... روحي... إلى أين تسير عربة البوح والتشظي؟.. تعبت من كتابتي، تعبت من كتابتك، ومن رسم حروف الشهوة التي تستبد بي كلما غمرني صوتك الرخيم... أبحث عن صلاة تقربني من أهدابك، وأفطن للحبال المعلقة على مشانق الطريق، لعل الله يغمض عيني، كي يجتاز النبي موسى نهر غيابك، ويعانق مهد ولادتك...

مجتمع القبيلة مطعون في شرعيته، لا يستحق اعترافا ولا انتسابا مادام يؤمن بالوأد والاغتسال، فليختم ساحة الصدر بالشمع ويضع القطران فوق قمة النهد و يترك نافذة مشرعة لنسيم سيأتي...

سعيد تيركيت

الخميسات - المغرب - 23 / 03 / 2012



   نشر في 31 غشت 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا