خيط صغير جدا خيط نحيف ضعيف هزيل إلتف حول اشياء لم تكن تستحق عناء الوقت و الانتظار ..خيط ربط بينا و بينهم حام حول العلاقات و الاشخاص و بعض الاماكن لكنه عاد ليلتف حول ذات الاشياء هنا حولنا نحن الاقوياء بهزيمة الحياة قُيدنا بخيط لا يكاد يرى جَررنا به معنا بعض السنوات المليئة حتى التخمة بالصراخ و الضوضاء خيط حسبناه اهترأ لفرط تملق الطرقات و تململ الاحداث و بُطىء الوقت في ما اسميناه الحياة، لم تعد اكتاف الواقف تقوى على حمل الطفيليات بعد برهة و اصبح الجلوس هوة بينه و بين احتكاك افكارهم اصواتهم حتى سواد اجسادهم المليئ بطفح الموت المُوسِر بمصائرهم المستنسخة ما عاد يقوى على جره ابدا، تشعبت الخيوط خيط و خيط و خيط تدور بنسق المهرج المبتدئ العابث بصندون اللُّعب البشرية٠٠ خيوط بالوان و احجام مختلفةٍ جدا لكنها و الوقت متشابهة تشيخ و لا تشيب يمكن عَدُها و يستحيل عدُها بها الوان لا نعرفها لا نلمسها لا نراها فقط هي الوان تلك الخيوط و نحن لها حاملون كُرها، لربما لا نعيها لكنها في ايامنا و تفاصيل افكارنا تنسج بيت العنكبوت الذي سيمرامامنا كالشريط يوم نقطع خيط النفس.
للباحث عن الطريق خيط تركه قاطع النفس, فإما ان يتبعه طوعا او ان يجبر على جره و خيوطه الكثيرة منذ زمن التفاحة لا خيار امامه و لا امامنا، فالطائع عُمر الامل بين خيوطه قصير جدا و المجبر لن يلمح خيط رمي يوما بين اطراف معلقة في اسمال خطواته سيمر كأن شيء لم يكن .. سيلمح شيء من ذات الخيط اذا صادف و قابل خادما من بلاط الهمجية القاطعة لنسق المرور، دون إلتفات سيسأل نفسه الف مرة كيف قاطع مثل هؤلاء رتابة ايامه و سيبحث عنهم كلما فقدت خيوطه شيء من تلك الالوان الغريبة.. سيبحدث عنهم يوم يثقل الوزر وليس غير الهمجية تقوى على حمل ذات الوزر، همجية ليست كمفهومنا للهمجية همجية الخيوط اقوى و اعتى كالبرق تقصف بيت العنكبوت , كل على حسب ما حمل بعض الخيوط و ان هزلت تشتد و اخرى و لو كانت تجرى و تسري في الروح و الجسد تبتر كالعضو الشاحب المريض و كم هي المرات التي تقف فيها بلا شيء و لا خيط فقط بعض من الشعيرات التى لطالما حسبناها خيوط و هي وهم الولادة فقط وهم ...ما كانت يوما خيط .
ليتنا و الخيوط نستطيع نسج الضفائر المزينة ببعض من تلك الارواح الجميلة التي صادفت ثواني النفس لكن الشبكة تأبى اللون و كثير من الخيوط تمقت التشبه بالوتر و الخيط الوحيد الذي اخترناه و صنعناه صار مثقلا مكبلا حتى غاب غاب كثير إلى أن دفن قبل ان يَنقطع النفس٠٠٠ و انقطع النفس و أُخذت منا كل الخيوط حتى كشف خيطنا من جديد بعد ان دار وغار بنا الزمن و الوقت و بيت العنكبوت و حمل طائع جديد لربما مُجبر آخر ما تركناه على قارعة الطريق غير مُدرك في كلتا الحالتين ان خيطنا ذاك ما أتت به الهمجية و أن لوننا كان حقًا كان لونا تَحيا به كل الالوان كان حقا لولا ان ترك به شيء من الهمجية .Painting by Cayce Zavaglia