سبع طرق لتساعد طلاب الثانوية لإيجاد غاية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سبع طرق لتساعد طلاب الثانوية لإيجاد غاية

  نشر في 22 ديسمبر 2017 .




خلال العقد الماضي أتتني الفرصة لسؤال الالاف من طلاب الثانوية عن وجهة نظرهم بالمدرسة. ولقد وجدت أن الأغلبية العظمى منهم اما يشعرون بالانعزال التام او الضغط الهائل.

ومن الأمور التي اتفق عليها معظم المراهقون ان التعليم الذي يتلقونه بالمدرسة الثانوية لا يمت بصلة لحياتهم خارج المدرسة او مستقبلهم الوظيفي وهناك دراسة تشير الى أن الشعور الأكثر انتشارًا بين طلاب الثانوية هو الملل والإرهاق ولقد أشارت دراسة أخرى أن 65% من الوظائف التي سوف يشغرها خريجي الثانوية حاليًا خلال مسيرة حياتهم ليست موجودة بعد. لكن مازلنا نعلمهم كما دربنا القوة العاملة في القرن الماضي

وانني أجد نفسي متعاطفًا مع هولاء الطلاب حيث أنني تخرجت من مدرسة ثانوية حكومية والتي كانت كبيرة وتقليدية. أتذكر أنني في ذلك الوقت كنت أشعر بالملل القاتل وأتفقد الساعة طوال الوقت. وكان شغفي للتعلم منفصل بشكل غريب عن وقتي في الصف. لكنني كنت جيد في حفظ المعلومات لمدة 24 ساعة فبالتالي أجدت أسئلة الاختبارات الالية لكن ذلك الجهد كان بلا معنى بالنسبة لي.

بالإضافة الا أنني لم اكتسب اي حب تجاه التعلم لم اتعلم شيئًا عن الحياة خارج نطاق المدرسة. لكن كانت لدي علاقة قوية مع بعض من معلمين. وعندما اتى الوقت المناسب للتفكير بالجامعة شعرت بضغط كبير جداً علي لالتحق بجامعة ممتازة لكنني لم أفهم أهمية الامر في ذلك الوقت. كانت غايتي الوحيدة خلال دراستي في المدرسة الثانوية هي الحصول على القبول في الجامعة المناسبة كان هذا امر يجب ان تمر به حتى تتاح لك الفرصة ان تكتشف حياتك في بقية مسيرتك التعليمية. بينما كانت سنوات الدراسة في المدرسة الثانوية لبعض الزملاء الأقل حظًا مجرد مكان ليقضوا فيه بعض الوقت قبل خروجهم مباشرة لوظائفهم.

اذا كيف نجعل التعليم في المدرسة الثانوية ذا مغزى و يشعر الطلاب بالارتباط و يعلمهم عن الحياة الحقيقة. بناءً على خبرتي وما لاحظته في زياراتي لاكثر من 100 مدرسة ثانوية خلال العقد الماضي وتدريسي في ست مدارس الثانوية مختلفةـــــ تشمل مدارس النخبة الخاصة والمدارس الحكومية التقليدية و المدارس المستقلة ذات الدخل المحدود و ايضا مدارس دبلوم الثانويةــــ أومن بأن الجواب يمكن في تنمية غاية و شغف الطلاب.

ما هي الغاية ؟

يعرف وليام دامون رئيس قسم مرحلة المراهقة في جامعة ساتنفورد الغاية بانها " العزيمة المستقرة و العامة لتحقيق شيئًا والذي يعتبر ذا معنى للنفس و تباعًا لذلك العالم الخارجي" .

حيث قسم بحث دامون الطلاب إلى أربعة فئات بناءً على غايتهم او مسارهم : الحالمون , الغير مهتمون , المنفصلون و اخيرًا أصحاب الهدف ( كل فئة من هذه الفئات تشمل تقريباً ربع المراهقين) الطلاب الذين يملكون عزيمة كبيرة عادة ما يظهرون نسبة كبيرة في كلًا من الاجتهاد و المهارة و المرونة و حتى القدرة على أخذ المخاطر ذات الفائدة.

بينما أنشى محاضرون في جامعة ستانفورد للتصاميم رسم بياني لثلاثة عوامل مترابطة و التي تعد مهمة و اساسية لتنمية الغاية لدى الطلاب: 1) مهارات و نقاط قوة الطالب. 2) ما الذي يحتاجه العالم. 3) ما الذي يحبه الطالب ويحتاجه .

وفقًا لبحث قامت به kendall cotton Bronk , المتخصصة في علم النفس التطويري في جامعة كلاريمونت للدراسات العليا, يحتاج الفرد إلى أربعة عناصر ليجد غايته بشكل حقيقي أولها الالتزام بتفاني و ثانيها الحافز الشخصي و ثالثها الهدف الموجه و اخرها الرؤيا التي تتعدى الفرد بذاته. لكن في وقتنا الحاضر لا يتم تنشئة هذه المهارات في المدراس الثانوية الامريكية. وأغلب التجارب التي يخوضها الطلاب في المدراس الثانوية تدور حول الانجازات الخارجية و ملىء الفراغات و تحقيق الاهداف على المدى القصير.

اذَا كيف يجب ان تكون المدرسة الثانوية التي بدورها تساعد الطلاب في البحث عن الغاية؟ اضع لكم في الاسفل سبعة مبادئ التي استخدمها كمنهجية في تعليم الغايات لطلاب الثانوية بناءً على خبرتي الواسعة في الصفوف الدراسية نتيجة لتواجدي فيها كطالب ومعلم وقيامي ببحوث لسنوات في هذا الموضوع.

تقديم التحفيز الداخلي على الإنجاز الخارجي.

يتنافس الطلاب في مدارسنا هذه الايام فيما بينهم ليحصلوا على الدرجات والاهتمام من معلميهم وبالتالي لفت نظر الجامعات, فالنظام الذي يتم تصنيف الطلاب في معظم المدارس الثانوية يغرس في عقولهم ان قيمتهم مبنية على مستوى معدلاتهم فقط. فبالتالي هذا يعزز في عقول الامة ان الانجازات الخارجية هي الطريق الوحيد للنجاح.

لكن ما ينمي الغاية هو عكس ذلك تمامًا: يظهر الطلاب الذين يملكون غاية دوافعًأ ذاتية قوية لتحقيق الاهداف أو المشاركة في نشاطًا ما. هذا يعني انهم لا يسعون لتحقيق شيء لمجرد أنهم يستطيعون أو بسبب صعوبته و أو لانهم يكافئون نتيجة قيامهم به, بل بالإحرى يقومون به لانهم يملكون اهتمام داخلي قوي لاتمامه و متعة حقيقة نابعه من هذه العملية.

بالتأكيد يحتاج الطلاب لتطوير قوتهم و مهاراتهم في المرحلة الثانوية لكنهم يحتاجون ايضًا لمعرفة احتياجات العالم الحقيقة و البحث عن شغفهم, لكن في أغلب الأحيان لا يتم مكافأة الطلاب عندما يحاولون اجابة هذه الاسئلة.

تعزيز التعاون

لتتخيل كيف ستكون تجربة الدراسة الثانوية مختلفة اذا كان الطلاب يتعاونون مع بعضهم البعض بدلًا من المنافسة الدائمة فيما بينهم؟ ماذا لو كان نظام الدرجات مبنيًا على مدى تعاونك و كيفية مساعدتك و نصحك لزملائك؟ هذا سوف يحاكي الواقع بشكل كبير حيث التعاون و العمل الجماعيمهارة أساسية في أغلب بيئات العمل و شرط مهم بالنسبة لرب العمل.

جزء من تطوير الغاية هي الرؤيا التي تتعدى ذات الفرد. بينما ذا كان جل اهتمامك خلال الدراسة الثانوية هو تطوير نفسك فقط ــــ وهذا هو الفكر المدعوم في نظامنا الحالي ــــ سوف تتدرب على الاهتمام بنفسك فقط. لكن بالعمل الجماعي سوف يطور شبابنا مهارات وفكر مهم وأساسي ليبدعوا في عملهم ويعيشوا حياة يشعرون بانها ذات معنى.

رؤية المعلمين كموجهين و مدربين

من كان اكثر الراشدين تأثيرًا عليك في مرحلة الثانوية ؟ اذا كنت مثل معظم الناس سوف تذكر أحد معلميك أو موجهيك او مدربيك والذي اهتم بوضعك بشكل حقيقي. لكن نادرًا ما يذكر الناس الشخص الذي علمهم شيء لا يهتمون به او حاول ادخال المعلومات بالقوة في عقولهم.

بينما اذا تحدثت للمعلمين في الشق الاخر من السؤال و سألتهم ما الذي حفزهم ليصبحوا مربين, في معظم الحالات سيكون الجواب لتطوير علاقات. قيادة المدرسة والتدريس ليست مجرد توصيل محتوى بل بالإحرى انها عن مساعدة الشباب لايجاد طريقهم في العالم.

على كل حال تهيمن طريقة توصيل المحتوى على أغلب المدارس الثانوية حاليًا, و الذي يحد بدوره من الوقت المتاح للمعلمين لتطوير علاقات حقيقة مع طلابهم في الصفوف الدراسية , أخبرني طالب في أحد زياراتي لمدرسة ثانوية بأنه لا يملك أي علاقة حقيقية مع أي من الراشدين بالمدرسة.

بينما اذا القيت نظرة على البحوث التي عنت بالناس الذين وجدوا غايتهم تجد أن في أغلب الحالات أن لديهم على الأقل ثلاثة " مدربين محفزين" ـــ الذين اهتموا بشكل حقيقي بشغفهم داخل و خارج المدرسة قام معهد البحوث بتوثيق تأثير الراشدين و الرقابة الغير أبوية و ايضًا القدوة على حياة الطلاب. فبالتالي نحتاج إلى تطوير بنية و ثقافة و التي تسمح بدورها للطلاب بتطوير علاقات ارشادية و ذات معنى مع معلميهم , و نحتاج ايضًا لتعليم المعلمين على " التدريب التحفيزي" لمساعدة الطلاب في ايجاد غايتهم و شغفهم.

اخراج الطلاب خارج الصف

وفقًا لبرونك يبدأ الطلاب بتطوير حس الغاية من خلال " السعي نحو الغاية" و يتم ذلك باعطائهم الفرص للخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم و اكتشاف العالم. و هذا الفرص يجب أن تملك أحد هذه العناصر الثلاثة : حدث حياتي مؤثر , خدمة الاخرين بطريقة ذات معنى أو تغيير في الظروف الحياتية.

بهذه الطريقة يكون أخذ الطلاب خارج الصف ذا تأثير كبير عليهم سواءً كانت رحلة إلى مكان جديد أو رحلة برية شاقة أو حتى العمل على شيء ذا أهمية لهم داخل مجتمعهم ـــ لا يقومون به لانهم "مجبرين" أو من أجل القبول الجامعي بل لانهم فعلًا مهتمين به.

على كل حال حاليًا أغلب المرحلة الثانوية محدودة داخل الصف فقط. لكن نحتاج وبشكل كبير إلى توسعة الفصول لتشمل الخروج للعالم الخارجي واعطاء الفرص للطلاب للسعي والبحث وراء الغاية. فاذا فعلنا ذلك نستطيع أخذ هذه التجارب وتركيبها وتشكيلها بالشكل المطلوب مع المعلمين والزملاء لنربط هذه النشاطات بالمناهج الدراسية ونجعلها أكثر جاذبية و صلة.

التعلم من الفشل

في مدارسنا الثانوية نظام المكافآت الحالي يكافئ المثالية ويتجاهل المحاولات الشجاعة والاخذ بالمخاطر. يقوم بعض الطلاب بأخذ أكبر عدد من المواد التي يستطيعون الحصول فيها على درجات مرتفعة وبالتالي ترتفع معدلاتهم وكل ذلك من أجل الدخول في مدارس النخبة. وبالاضافة إلى ذلك في بعض المدراس الثانوية أخذ درجة جيد جدًأ ممكن أن تبدد فرصة الطالب في القبول بجامعة مرموقة. كما يشعر الطلاب الاقل مستوى اكاديميًا بالخزي من درجاتهم المتدنية. بمعنى اخر الطلاب اما أن يكافئون لمثاليتهم أو يشعرون بالخزي نتيجة لفشلهم.

بينما في الحقيقة الفشل هو طريقنا للتعلم. وثق بول تاف بشكل ممتاز كيف أن الفشل يبني مهارات أساسية و مهمة للحياة. من الصعب إيجاد إي قيادي سياسي ناجح أو إي شخص حقق نجاح كبير و لم يفشل قط طوال حياته, في حقيقة الامر الفشل كان محفز لهم ليحققوا نجاحهم بطبيعة الحال تعلم المثابرة هو أهم جزء في هذه العملية. لكننا لا نعطي طلابنا الفرصة ليفشلوا من دون عواقب وخيمة , نتيجة لذلك عندما يخرجون إلى العالم الحقيقي يكونون غير مستعدين و لا يعرفون كيف يتعاملون مع الفشل.

تقدير روح الطالب الداخلية

يتم في نظام مدارسنا الثانوية تجاهل شعور الطالب الداخلي تمامًا. و في اغلب الاحيان المنهج الدراسي الوحيد المرتبط بشعور الطالب الداخلي هو منهج الصحة الطويل ( و الذي لا يأخذه طلاب الثانوية بشكل جدي ـــ سوف تعرف ذلك بمجرد سؤالك لآي طالب) و عندما نفشل برعاية شعورهم و حياتهم الداخلية سوف نخاطر بضياع فرصتهم لايجاد و البحث عن الغاية.

بطبيعة الحال جزء كبير من عملية ايجاد الغاية هو جزء روحاني وداخلي. نتيجة الى ذلك لا تعد مفاجأة ان البحوث الحديثة أظهرت أن الطلاب الذين يملكون حس روحاني كبير يشعرون بحس الغايه والمعنى بشكل أكبر من غيرهم. لكن مدارسنا الثانوية لا تنمي هذا النوع من نمو الشخصية فيترتب على ذلك جيل كامل رائع من الخارج هش مفرغ من الداخل.

قالت جولي ليثكوت هيمس عميدة المستجدين السابقة في جامعة ستانفورد عن الجيل الجديد من الطلاب: " عبر نزع كل المخاطر بشكل عازم من من جوانب الحياة ومن ثم أخذ الطلاب ورميهم في جامعات ذات اسم عريق بهذا نحن نسرق فرصتهم لمعرفة وبناء أنفسهم بشكل حقيقي".

من الضروري ان تعرف نفسك جيدًا: ماذا تريد من حياتك ـــ ليس الذي يريده الاخرون منك ولا ما هو متوقع منك ـــ بل الذي يجعلك تشعر بالحياة. فاذا حرمنا طلابنا من فرصة معرفة حقيقتهم سوف يخسرون فرصتهم لايجاد واشباع غايتهم.

نسأل لماذا

نحتاج لارجاع ما اسميه ب " السببية" إلى تعليمنا. بينما تعمل الكثير من مدارسنا بجد بدون إي فكرة عن لماذا يفعلون ذلك, لا تعمل المدارس الاخرى بنفس الاجتهاد لانهم لا يرون إي أثر حقيقي لعملهم.

أهم وأول خطوة يحتاج الطلاب لمعرفة لماذا يتعلمون ما يتعلمون. إذا لم يعرفوا لماذا سوف يصبح العمل الدراسي أما ممل أو بلا مغزى بالنسبة لهم. والذي بدوره ينتج كمية كبيرة من الضغط والتوتر. ولذلك سوف يقومون به لمجرد تخطي هذا السياج ــــ التخرج من الثانوية أو الحصول على قبول جامعي ــــ وليس من أجل قيمة العمل المثرية لهم.

بالتأكيد انا لا أطالب بأن تكون المناهج التي تدور حول البحث عن الغاية سهلة على الطلاب أو لا تعلمهم طريقة العمل بجد. كل الذين اعرفهم والذين يملكون نوعًا من الغاية في حياتهم يعملون بجد لكن الأهم من ذلك أنهم يعرفون لما يعملون بجد. وكما انهم يملكون رؤيا للعالم ويعلمون أن عملهم يقربهم من تلك الرؤيا ويؤمنون كل الايمان أن عملهم يتوافق مع قيامهم ومبادئهم.

عندما تعمل بغاية تتوافق مع مبادئك وقيمك العمل الصعب يصبح أسهل. و في حقيقة الامر يكون الامر طبيعيا و أغلب الاحيان يجعلك تشعر بحالة من " التدفق" وهذا يعني أنه يشعرك بالانغماس بالنشاط الذي تقوم به و بالتالي تقوم به بكل اهتمام و استمتاع.

قمت قبل فترة بتتبع طالب في الثانوية و الذي كان عضو في نادي الروبوتات كان هذا الطالب يعمل بجد من أجل هذا البرنامج و خصوصًا في وقت المسابقات حيث كان يبقى بالنادي حتى في فترة نهاية الاسبوع , كان يقوم بذلك نتيجة لشغفه و ليس لانه مجبر على ذلك. يجب ان يعيش الجميع هذه التجربة خلال الثانوية: التجربة التي تعطيهم الفرصة لمعرفة شغفهم ومتابعته والعمل بجد ليقدموا ما يحبوا للعالم أجمع. 


ترجمة : خلود العنزي 

المقال الاصلي https://greatergood.berkeley.edu/article/item/seven_ways_to_help_high_schoolers_find_purpose



   نشر في 22 ديسمبر 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا