الركن الرمضاني - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الركن الرمضاني

العادات الرمضانية الجديدة وتقبلها في الشارع العربي

  نشر في 20 مارس 2023 .



كالعادة، كلما تدخل فكرة أو عادة جديدة إلى المجتمع ينقسم المتلقين إلى أكثر من صنف، من يتقبلها ومن يرفضها، ومن العادات الجديدة التي دخلت المجتمع هي عادة الركن الرمضاني، وهي عبارة عن تزيين ركن ما في البيت، يوضع فيه فانوس، وتمرية، ومبخرة، وهلال ونجمات، وفازة المسحرجي (المسحراتي) أو الشخصيات الرمضانية، وغيرها من المقتنيات ..

 هناك من يقتنع بالعادة هذه ويتفنن في صنع الركن، وهناك من ينتقدها لأنها عادة دخيلة غير مألوفة، وهناك من ينتقدها حد التحريم، وهذا موضوع المقال.

إن من يحرم الركن الرمضاني يحرمه إما من باب البدعة أو من باب ربطه بالعقيدة ، وذلك بإدخال الأصنام إلى البيت، والأصنام هي فازة المسحرجي، والشخصيات الرمضانية، معتمداً في ذلك على حديث :

 "إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ" 

وحديث : 

"إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم"

في الحقيقة إن تأطير الركن ببدعة سيئة، أو ربطه بالعقيدة هذا تشدد وتوسيع دائرة الحرام التي كلما اتسعت ازداد تفلت الناس وشعورهم بثقل التكليف.

 فهناك من العلماء من يفهم الأحاديث هذه بفهم يختلف عن الفهم السائد، والذي هو متأثر بالإعلام وبالكتب التي كانت متاحة فيما مضى، فمن ناحية حديث "إن الذين يصنعون الصور ... " ففُسِّر على أنه قيل في المشركين، والمقصود منه إن كانت الغاية أن تصنع تلك التصاوير من أجل أن تعبد، أو المقصود منه من أراد مضاهاة خلق الله تعالى ، وهذا يدخل فيه نية الشخص، فيشمل حتى من مثل صورة الشمس والشجرة إن كانت نيته أن يضاهي خلق الله تعالى، وما عدا ذلك فهو مباح كألعاب الأطفال.

وأما حديث " لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صور.. " قيل إن المقصود به بيت النبي محمد ﷺ ، والملائكة التي تنزل بالوحي وهو جبريل عليه السلام، وانتهت الكراهة بوفاة النبي ﷺ لأن الوحي انقطع، وليس المقصود به ملائكة الرحمة، وليس هناك حديثاً يقيد الملائكة في هذا الحديث بملائكة الرحمة، فالملائكة عامة هنا، لأنها معرفة بـ (الـ ) والمقصود بها كل الملائكة، فتشتمل على الملائكة الكتبة، وملك الموت، وهؤلاء لا يمنعهم من أداء وظيفتهم صورة.

وهذا الفهم لا يتعارض مع القرآن الكريم.

التصاوير ذكرت في القرآن بثلاثة ألفاظ، وهي : الأنصاب، والأصنام، والتماثيل، ومن الآيات التي ذكرت فيها :

- ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَیۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَـٰمُ رِجۡسࣱ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة ٩٠] فالانصاب هنا هي التماثيل التي تقدم الذبائح قربانا لها.

- ﴿۞ وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمُ لِأَبِیهِ ءَازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصۡنَامًا ءَالِهَةً إِنِّیۤ أَرَىٰكَ وَقَوۡمَكَ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ﴾ [الأنعام ٧٤] والأصنام هنا التماثيل التي تعبد.

- ﴿یَعۡمَلُونَ لَهُۥ مَا یَشَاۤءُ مِن مَّحَـٰرِیبَ وَتَمَـٰثِیلَ وَجِفَانࣲ كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورࣲ رَّاسِیَـٰتٍۚ ٱعۡمَلُوۤا۟ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرࣰاۚ وَقَلِیلࣱ مِّنۡ عِبَادِیَ ٱلشَّكُورُ﴾ [سبأ ١٣] والتماثيل في هذه الآية مباحة لأنها لم تتخذ للعبادة.

هذا ملخص من أباح التصاوير، وفهم الأحاديث فهماً متكاملاً مع القرآن الكريم، دون ردها. 

 أخيراً إن فازة المسحرجي والشخصيات الرمصانية ليست أصناماً، وعادة الركن الرمضاني هي من الأمور الحياتية ومن المباحات التي ترتبط بذوق الشخص ولا علاقة لها بالشرع ، والتي يفعلها أناس مسلمون يصومون ويصلون ويوحدون الله تعالى، وأراها من تعظيم شعائر الله تعالى، بتعظيم شعيرة الصوم : (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، وأنا أحب هذه العادة، ولكني أبغض المبالغة والإسراف فيها.


يمكن مراجعة هذه المصادر بالبحث عن الموضوع:

اسلام ويب

الإسلام أون لابن

الحوار المتمدن

اليوم السابع







   نشر في 20 مارس 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا