ستسافر الى بلد قد ينسيك باقي عمرك، فقط لو هممت أن تستنشق منه هواء عليا..سترحل بك الأحلام في نومك لو فقط قررت أن ترى الحلم الواحد قد تحقق في احدى أيامك المقبلات، ستتعجب لو هممت بكتابة أشعارك على ضفاف نهر جار يرفض أن يتوقف مدده الى عينيك، ستكون سعيدا لو قررت زيارة بلد المعجزات لا لشيء سوى أنك أحببتها بملأ فيك وعنفوان أفكارك..ستسعد كثيرا لو فكرت أن الشمس التي ترتطم بلمعان خدك أنها دافئة، حانية ،رائعة، تلك ضروب من أمثلة الأمان المنعدم في بعض الأوطان التي شردتها الحروب و فتكت بها الآراء و الجيوش،ستكتب ألحانك كلما عدت لغرفة اقامتك فندقا نزلت فيه أو بيتا بسيطا استأجرته مع علو أحد الجبال،ذاك اختيارك في سكنك لكنك لن تختار أن تنتعش بلون الشمس الزاهي فهو طموح في هذا الشعور، ولو أدركت المسافة التي قطعتها لأجل أن تسكن في هذا البلد لما ندمت على اختيارك مقر الأمل القادم، فيه شمس تشرق باستمرار وبنفس وتيرة بزوغ الفجر ، هي شمس لن يكون اشراقها بنفس اضاءات البلدان الأخرى،ربما لأن الحقيقة ستنطلق من هذا البلد أو ربما انطلاق التغيير الحقيقي سيأتي من هنا.
لا أعرف بالضبط لماذا يراودني احساس أن هذه الشمس التي لم ينتبه لها الساسة سينتبه لها الوافدون الى بلدي لأنهم معجبون ومحترمون لقيمة هذا البلد،تاريخا وشعبا وأسطورة ورسالة، لذلك جميع الاشراقات لن تشبه اشراقة الشمس هنا ، والسر كل السر أنها ستكون اشراقة جديدة على العالم كله لم يشهد لها نظير منذ آلاف القرون، والتكملة سنعرفها جميعنا حينما تشرق شمس العرب على الغرب لنبحث عن مكان طلوعها ومكان غروبها..هنا سيتأكد الجميع أنها اشراقة شمس من بلدي.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية