سعدت كثيرًا عندما وجدت دكانًا صغيرًا لبيع الخضروات قد فتح في المنطقة التي أقطن بها ، وقررت أن اشتري منه احتياجاتي لقربه الشديد مني وبعد الأسواق الكبيرة عن مكان سكني، وبالفعل توجهت أمس بعد عودتي من العمل لهذا الدكان الجديد لشراء بعض الاحتياجات اليومية من الخضروات ، واخذت أتصفح المكان بنظرة سريعة-الدكان ليس شاسع المساحة بل صغير الحجم على شكل مستطيل ولكنه يكفي لتخزين البضائع ويفي بالغرض، حيث تم وضع الخضروات المتنوعة في الأقفاص على رصيف المحل ،وبجانبها تم وضع الميزان لوزن الخضروات.
وتعرفت على أصحاب المحل ، وهم أسرة مكونة من ثلاثة أفراد- الأب- وكان يجلس بالداخل ويقوم بتجهيز وتقطيع وتفصيص الخضروات للبيع مباشرة مثل القلقاس ، حيث كان يقوم بتقشيره وتقطيعه ووضعه في أكياس نظيفة ، كما لاحظت أيضا أمامه (شوال) من (البازلاء) يقوم بتفصيصها وتعبئتها للسيدات العاملات أو ربات البيوت ؛ أما زوجته فكانت تقوم بوزن الخضروات والبيع للزبائن؛ وعندهم طفلة صغيرة في المرحلة الابتدائية كانت تساعدهم أيضا في العمل في تعبئة الخضروات في أكياس بلاستيكية نظيفة ، واحيانًا التوصيل للعمارات السكنية المجاورة.
أعجبت كثيرًا بهذه الأسرة التي فكرت في هذا المشروع الجميل في مكان ليس به محل لبيع الخضراوات ،كما عرضوا على خدمة توصيل الخضروات للمنزل في أي وقت ؛ كما راق لي كثيرًا تعاون الزوجة مع زوجها- ما شاء الله - وحدثت نفسي قائلة (القفة أم ودنين يشيلوها اتنين) فلابد للمرء في هذه الأيام أن يطرق باب الرزق في أي مجال وأي عمل فالعمل ليس عيبًا بل العيب كل العيب مد اليد للغير والركون إلى حياة الدعة والخمول والكسل .
حقًا (العمل يبعد عن الإنسان ثلاثة شرور : السأم و الرذيلة و الحاجة) فولتير ,
إنها حقا عائلة جميلة
-
دينا عبدالقادر محمد احمد الحلواعشق كتابة الخواطر والمقالات واحب القراءة والشعر والادب