الالتهابات في الجهاز العضلي

يطلق على هذا المرض اسم التهاب العضلات (Polymyositis)، وهو ليس

بالمرض الشائع، يؤدي الى التهابات سيئة ونخر (Necrosis) للعضلات الهيكلية،

خاصة العضلات الهيكلية المتواجدة على مقربة من العمود الفقري واصل الاطراف

مما يسبب الضعف و الألم .

تنتمي امراض التهاب العضلات لمجموعة امراض الانسجة الضامة ذات

المناعة الذاتية– (الانضدادية Autoimmune).

تتراوح نسبة الاصابة بها بين حالتين لعشر حالات جديدة في السنة لكل مليون

شخص. جميع الفئات العمرية معرضة للاصابة بهذا المرض، خاصة الفئة مابين

(40-20سنة). وهو أكثر شيوعاً في أوساط السود منه في أوساط البيض كما

أنها تتضاعف بالنسبة للنساء اكثر من الرجال حوالي(2.5) مرة ، فيما تكون

النسبة متساوية لدى الاطفال.

كيف يحدث الالتهاب وما العوامل المتدخلة فيه:

مسببات هذا المرض غير محددة لم يستطع الأطباء بعد معرفة سببه الحقيقي، حيث يحتمل أن تكون متعددة العوامل، فمن الممكن أن تكون مرتبطة بعوامل المناعة الذاتيةكماأشرنا سابقا ، حيث يخلط الجسم بين مكوناته الخاصة وبين المواد الغريبة التي تهاجمه ، فإذا كان الشخص يعاني من التهاب العضلات المتعدد فيحتمل أن يكون عامل غير معروف قد استفز الجهاز المناعي لإفراز أجسام مضادة ذاتية تقوم بمهاجمة وتدمير أنسجة الجسم السليمة ، حيث تظهر فحوصات المرضى وجود نسبة ملحوظة من الأجسام المضادة الذاتية في دمهم ، ولا يزال من غير المثبت دور هذه الأجسام في التسبب بالمرض، كما قد يكون العامل وراثيا، أو يكون ناجماً عن التهابات بكتيرية أو طفيلية أو فيروسية مثل Toxoplasma , Coxsackie Virus بما فيها فيروس HIV (المسبب للإيدز) . في حالات نادرة يمكن أن تكون هذه العوامل معدية،ومرتبطة مع مسببات أمراض مثل مرض لايم(Lyme disease bacterium)وداءالمقوسات Toxoplasmosis .

مسبب مهم أخر للمرض هو زيادة تأثير معقد التوافق النسيجي الكبير في البروتينات.

بالاضافة الى كل هذا، قد يحدث التهاب بالعضلات نتيجة تناول ادوية مثل: ادوية لخفض الدهون في مصل الدم، الكحول وادوية للتقليل من حموضة المعدة وغيرها.

يعتبر التهاب العضلات غير مميت غالبا.

كيف يكون الالم و كيف يتدخل الجهاز الدموي و العصبي:

يظهر بشكل تدريجي مما يجعل ربطها بالمرض صعباً عند بداية ظهورمجموعة الالام، كما وقد تتأرجح هذه الالام من أسبوعٍ إلى أسبوع ، ومن شهرٍ إلى شهر ، وأبرز هذه الالام هو وهن عضلي تدريجي او اعياء ويكون نتيجة ضعف ملحوظ لقوة العضلات أو نقص في كتلتها، لا سيما في العضلات القريبة من الجذع كما ذكرنا العضلات الدانية (proximal muscles) ، مثل عضلات الورك والفخذين والكتفين والطرفين العلويين والعنق بينما تكون عضلات اليدين والاقدام والوجه غير معنية، كما يكون الوهن متناظراً في الجهتين اليمنى واليسرى من الجسم. تتأثر عضلات الورك بشدة مما يؤدي إلى صعوبة في الحركة، الامر الذي يؤدي الى ترنح المريض اثناء مشيه، كما يؤدي الى صعوبة في القيام ببعض الاعمال مثل صعود السلالم، تمشيط الشعر، عدم القدرة الانتقال من حالة الاستلقاء الى الجلوس والقيام من على كرسي دون مساعدة. أو عدم القدرة على رفع الساعدين فوق الرأس، ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسد وتضخم الغدد الطرفية.

ومن مضاعفات المرض

الصعوبة في البلع

إذا وصل المرض عضلات المريء فقد يعاني المريض من صعوبة في البلع ، والتي ستؤدي بدورها إلى انخفاض في الوزن ، وسوء في التغذية. هذا الأخير يحدث بمعدل 1 من كل 3 مرضى .

الالتهاب الرئوي الشفطي

تقود صعوبة البلع إلى دخول الطعام،السوائل،اللعاب داخل الرئة،والذي يؤدي بدوره إلى ذات الرئة(الالتهاب الرئوي(

مشاكل في التنفس

إذا شمل المرض عضلات الصدر فسيعاني المريض من مشاكل تنفسية كضيق النفس.

ترسب الكالسيوم

إذا عانى المريض التهاب العضلات التعددي لفترة طويلة فإن الكالسيوم يترسب في العضلات والجلد والأنسجة الضامة.

حدوث أمراض أخرى في الأنسجة الضامة

كمرض الذئبة ، والتهاب المفاصل الروماتيدي ، وتصلب الجلد ، ومتلازمة سيوجرينز .

التهاب الرئة الخلالي

ينشأ لدى مرضى التهاب العضلات،هو في الواقع مجموعة من الأمراض تتسبب في حدوث التهاب ونُدب في الأنسجة الرئوية ما يجعل الرئة متيبسة عديمة المرونة ، وتظهر عندئذٍ على المريض علامات مثل السعال الجاف وضيق النفس.

كما يرتبط التهاب العضلات مع بعض أنواع السرطانات حيث يزيد احتمالية حدوثها (لا سيما سرطان الغدد الليمفاوية)

فشل القلب

الذي يمكن حدوثه بسبب تاثير المرض على القلب (عضلة البطين) او على الرئتين. وخاصة في مراحل متقدمة من الاتهاب ، وهي تتمثل بعدم انتظام دقات القلب (Arrythmias) ويصيب 30% من مرضى الالتهاب .

يصبح التهاب العضلات أكثر وضوحًا في مرحلة البلوغ، حيث أنه يظهر مع ضعف في العضلات الثنائية المتقاربة مثل عضلات الساقين العليا التي تظهر في وقت مبكر بسبب التعب أثناء المشي.

تدخل الجهاز الدموي

تمكن تحاليل الدم الطبيب من معرفة ارتفاع نسبة إنزيمات العضلات مثل: كرياتينين كيناز(creatine kinase) ، الدوليز في نسبة تزيد على 65% من المرضى، فارتفاع هذين الإنزيمين يؤكد تلف العضلة (تحطمها(.

ننوه الى أن الارتفاع في مصل كيناز الكرياتين هو علامة مميزة، لكن غير مختصة أو محصورة على التهاب العضلات.

كما وتتيح تحاليل الدم معرفة وجود الأجسام المضادة الذاتية ،ففي بعض الحالات يرتبط وجود هذه الأجسام المضادة بعلامات وأعراض معينة للمرض ، مثل أن يشمل العضل، الجلد والرئتين ، وكيفية استجابة المرض للعلاج.

معرفة وجود هذه الأجسام تساعد الطبيب على تحديد الخطة العلاجية الأنجع.

أيضامن الممكن أن يكون المرض مرتبطا مع زيادة معدل ترسب الكريات الحمراء (ESR) و مرتبطا مع الأجسام المضادة للنوى (JO-1) .

تدخل الجهاز العصبي

تتفتت بعض الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي وتموت. هذه الخلايا المسماة بالعصبونات الحركية تجعل العضلات تعمل بإرسال نبضات أو ما يُسَمَّى رسائل عصبية إليها. وعند تفتت العصبونات الحركية، تفقد المقدرة على نقل النبضات حيث تفقد العضلات التي تسيطر عليها تدريجيًا القدرة على العمل وتموت ببطء. ولم يستطع الأطباء اكتشاف سبب تفتت العصبونات الحركية وموتها.

العلاج

يعتبر التهاب الجلد والعضلات مزمنا، وبناء على ذلك فان العلاج يكون مطولا وفي بعض الاحيان مدى الحياة. معالجة الالتهاب تعتمد على اعطاء كورتزون (Cortisone) او مشتقاته بجرعة عالية ولفترة متواصلة.

في العديد من الاحيان، توجد حاجة لادوية اخرى مثل ( ازاثيوبرين - Azathioprine والميتوتريكسات - methotrexate) التي تثبط عمل جهاز المناعة وتقلل من استهلاك الكورتزون (Cortisone).

في الحالات التي يفشل فيها العلاج السابق،تطبق طرق أخرى تشمل ادخال غلوبولينات مناعية(Immunoglobulin) عن طريق الوريد،او تبادل البلازما (Plasma Exchange).

تعتمد متابعة المرض على مراقبة مستوى انزيمات العضلات في الدم، ولكن في الاساس، على متابعة التحسن في قوة العضلات مع مرور الوقت.

المراجع

1. موقع وب طب

.2 موقع ويكيبيديا

polymyositis at Dorland's Medical Dictionary القاموس الطبي .3

(3)