حالة طوارئ - مقال مُعدل ومُعاد نشره للمرة الثالثة
إن المتابع لأخبار بلدنا ليعلم ويوقن أن حوادث الطرق بها وصلت في بعض الأوقات إلى معدلات أشبه بالكارثية خاصة بعد انتشار ما يسميه البعض بـ "موتوسيكلات الموت الصينية" والتي يحب الشباب اقتناءها لسرعتها وقلة تكاليفها ورخص أسعارها ليس هذا فحسب بل كثرة الطرق السريعة وتأخر صيانتها كثيراً عن الطبيعي وانتشار التوكتوك وعدم قدرته على مسايرة سرعة الطرق، ووجود مناطق صناعية بها الكثير من العمال وتعرضهم للعديد من الحوادث أثناء العمل أو الانتقال عبر هذا الوسائل التي تقل بها درجات الأمان كثيراً عن المركبات المعتمدة ذات العجلات الأربع، وتزايد حركة العمران بالمدينة وما يتبعه أحيانا من حوادث تسببها عمليات النقل والبناء، لهذا كله أرى أننا نفتقر وبشدة إلى مشفى طوارئ وجراحات مجهز لمواجهة تلك الحوادث والتعامل مع الحالات الناتجة عنها يستطع أطباءه التدخل في الوقت المناسب والحيلولة دون وقع كوارث ناتجة عن انتظار الحالات أو نقلها لبلد آخر.
وإنه ليحزنني أن أكتب تلك الكلمات بعد مرور عامين تقريباً على مقال مشابهه كتبته بهذا الصدد تحت عنوان "محافظة دمياط في العناية المركزة" وهذا نصه:
" شعرة صغيرة فاصلة بين الموت والحياة، لحظة قد تنقذ حياة وقد تنهيها، نعم إنها كذلك في حالات الطوارئ...
من المستغرب أن تذهب بزميل لك في العمل قد سقط أثناء العمل أو مر بحادث أليم وهو في غيبوبة ما بين الحياة والموت ولا تجد من يستقبلك، أو يستقبلك أحدهم بكل برود ورعونة
نعم هذا واقع في بلدي!!!
النجدة صديقي يحتضر.... لا يوجد لدينا أسرة فارغة المستشفى كامل العدد.
النجدة يا دكتور... نصف ساعة حتى يأتيك أحدهم ليجيبك بكل هدوء لا يوجد طبيب مخ وأعصاب مناوب.
الحقونا... المحافظة بالكامل لا يوجد بها غرفة عناية مركزة فارغة اللهم إلا مستشفى كفر سعد "لا يوجد طبيب مخ وأعصاب هنحولك على مستشفى تاني".
مستشفى الأزهر بدمياط الجديدة لا أسرة عناية فائقة فارغة، المستشفى كامل العدد، بلا سيارة إسعاف مجهزة.
المستشفيات الخاصة بالمدينة بها عدد محدود جداً من غرف العناية المركزة كلها ممتلئة.
أقرب مستشفى طوارئ بالمنصورة تبعد ما يقرب من الساعة والنصف عن المدينة والطرق في غاية السوء كفيلة وحدها بقتل المريض المصاب بارتجاج المخ أو كسر الجمجمة من كثرة مطباتها وإصلاحاتها التي لا تنتهي ولا تتم أبداً.
همسة في أذن العاملين بمجال الصحة في مصر... الإهمال قتلٌ ستحاسبون عليه أمام الله من أصغر عامل لأكبر رأس في وزارة الصحة.
أخي الطبيب، المريض قد يكون أنت في يوم من الأيام فكن كما تُحب أن يكون الناس لك...
رسالة إلى أهل دمياط الكرام أنقذوا أبناءكم...
رسالة إلى رجال المال والأعمال بالمحافظة، والسيد المحافظ المحترم، والسيد وزير الصحة، والسيد رئيس جامعة الأزهر، والإمام الأكبر شيخ الأزهر، والسيد رئيس الوزراء، والسيد رئيس الجمهورية: "دمياط تحتاج إلى مستشفى طوارئ مجهز وبحجم يستوعب حالات الحوادث التي لا تنتهي... كما تحتاج إلى خطوط إسعاف مجهزة... كما تحتاج إلى غرف عناية فائقة بكافة مستشفياتها..." انتهت
أغيثونا يرحمكم الله
همسة: أيمن محمد الشحات كُتب ونشر في 15/10/2012
ومما يدعو للألم والمرارة اضطراري لإعادة نشر الموضوع بعد قرابة العامين بعد أن زاد الوضع سوءاً
والله نسأل أن يحفظ شبابنا وبلادنا
-
Ayman Muhammadم.شبكات وبرمجيات/ أيمن محمد الشحات أعمل بمجال تدريب علوم الحاسب المختلفة ومهتم بجديد التقنية